يوم الخبز في اللاذقية ارتياح من جهة وهفوات من جهة أخرى … يوسف: تجربة جديدة تحتاج لعدة أيام لتستقر الأمور

طالبَ عدد كبير من المواطنين وأصحاب الأفران الخاصة في محافظة اللاذقية بتنظيم آلية بيع الخبز الجديدة بشكل يحقق تسميتها فعلياً بـ«توطين البطاقة»، ليتم الحصول على الخبز من المنفذ القريب من مكان السكن.
«الوطن» رصدت عدداً من منافذ بيع الخبز في اليوم الأول لتطبيق الآلية الجديدة، والتقت عدداً من المواطنين وأصحاب الأفران الخاصة وموظفي الأكشاك والمعتمدين، مع ملاحظة عدم وجود ازدحام مقابل صعوبة تمكن مواطنين من توطين بطاقاتهم بالفرن القريب منهم.
وذكرت إحدى السيدات أنها لم تتمكن من التسجيل لدى فرن «ياسين وكيلو» الخاص بحي الشيخ ضاهر رغم أن منزلها محاذِ له، وكذلك الأمر عند عدد من أهالي حي بسنادا الذين لم يتمكنوا من التسجيل لدى فرن «أديب الشيخ» رغم ملاصقة بيوتهم للفرن، مطالبين بتحقيق فكرة التوطين لتكون اسماً على مسمى.
وأشار مواطن من حي الصليبة إلى عدم قدرته على تسجيل بطاقته لدى فرن «المحافظة» الخاص، متسائلاً عن سبب العشوائية في توزيع المنافذ ليكون القريب من الفرن كموقع على الأرض بعيداً عنه على البطاقة!، قائلاً هل يريدون تعجيزنا أم ماذا؟.
وطالبت إحدى السيدات بإعادة مخصصات الخبز لتكون كافية للعائلة، قائلة إنها فوجئت بتخفيض عدد الربطات لعائلتها من 3 إلى ربطتين، وقالت: هل سأقول لأحفادي لن أستطيع صنع السندويشات لكم بعد اليوم لأن مخصصاتي غير كافية؟.
كما طالب معظم المواطنين ممن التقتهم «الوطن»، بضرورة تحسين جودة الرغيف عموماً ليكون صالحاً للأكل بمعنى الكلمة وسط رداءته وسوء نوعيته حالياً وتحديداً في معظم الأفران العامة التي توزع على الأكشاك، مشيرين إلى أن صناعة الرغيف تتطلب صحوة ضمير الجهات المعنية ليكون لائقاً بالمواطن الذي صمد طوال هذه السنوات وقدم أولاده فداء للوطن.
في المقابل رأى أحد المواطنين أن هذه الآلية سمحت له بالحصول على الخبز من دون «مطاحشة»، مؤكداً أنها آلية حضارية لكن تتطلب مزيداً من الدقة في التنفيذ.
من جهتهم، اعتبر عدد من أصحاب الأفران الخاصة أن الآلية الجديدة افتعلت مشاكل لهم مع «الجيران»، إذ لم يتمكن مواطنون كثر من توطين بطاقاتهم لدى هذه الأفران بحجة «تسقيف العدد المسموح لكل منها»، من تطبيق «وين»، وتساءل صاحب أحد الأفران قائلاً: هل يعقل أن يكدّس الخبز داخل الفرن والناس المحيطون لا يتمكنون من شرائه! أين سأذهب بالربطات التي قد تكون فائضة في حال لم يأت أصحابها لشرائها ممن وطنوا بطاقاتهم لدينا؟.
وقال صاحب فرن آخر: إن المطلوب تحسين مستلزمات الإنتاج والحصول على دقيق من النوعية الجيدة ليكون الرغيف منتجاً بشكل أفضل، مطالباً بإنتاج مطاحن اللاذقية للدقيق بشكل أفضل لإنتاج خبز بشكل أفضل.
عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة اللاذقية علي يوسف أكد لـ«الوطن» أن آلية بيع الخبز الحالية هي تجربة جديدة تتطلب بضعة أيام لتستقر الأمور ومعالجة ما يظهر من إشكاليات واستدراك أي خطأ فيها.
وقال يوسف: من خلال جولتنا على عدد من منافذ بيع الخبز، لاحظنا أن الأجواء جيدة ومريحة بشكل عام، كما تمت ملاحظة أن بعض المواطنين القريبين من الأفران لم يحظوا بالتسجيل لدى هذه الأفران، وستتم معالجة هذه الهفوات الصغيرة بشكل فوري مع الجهات المعنية بالتموين وفق توجيهات محافظ اللاذقية.
وأضاف: من الممكن استدراك هذا الأمر عبر تعزيز مادة الخبز بالأفران لتشمل النطاق السكاني ممن لم يتمكنوا من التسجيل، منوهاً إلى أنه يتسلم المواطن مبدئياً حصته اليومية من المنفذ الذي قام بتوطين بطاقته لديه، ريثما تتم معالجة الأمر.
وأكد عضو المكتب التنفيذي أنه تم ترك حرية اختيار المعتمد لكل مواطن حسب موقع إقامته، مع توزيع مئات النقاط ومنافذ البيع لضمان وصول المادة لمستحقيها بأبسط السبل.
وحول أوقات دوام المعتمدين والأكشاك وأصحاب الأفران، أشار يوسف إلى أن منافذ البيع مفتوحة حالياً حتى حصول المواطن على مخصصاته.
ولفت عضو المكتب التنفيذي إلى تسجيل 350 ألف بطاقة ذكية عائلية، و904 منافذ بيع للخبز منها أفران خاصة وأكشاك ومعتمدون، جميعها موزعة على كامل جغرافيا المحافظة بين الريف والمدينة.

الوطن