يبحث كتاب تاريخ سورية القديم وآثارها وحضارتها للدكتور عيد مرعي في تاريخ سورية الطبيعية القديم منذ عصور ما قبل الكتابة أي ما قبل عام 3400 ق م وحتى العصر السلوقي 312 ق م معتمدا على الآثار والكتابات القديمة المكتشفة داخل الجغرافيا السورية وفي المناطق المجاورة لها.
ويقدم الكتاب معلومات عن مختلف جوانب حياة سكان سورية القديمة الذين برعوا في تحقيق إنجازات حضارية رائعة كاكتشاف الزراعة وصناعة الفخار وبناء المدن الأولى وابتكار الكتابة الأبجدية.
كما يبحث الكتاب في العلوم المختلفة التي عرفها السوريون القدماء والتي مكنتهم من وضع تصورات عن كيفية نشوء الكون واكتشاف مناطق بعيدة ومعرفة الفنون المختلفة من نحت ورسم وتزيين.
ويشير الكتاب إلى أن التفوق السوري الحضاري تجلى بوضوح في آثار المدن والمواقع الأثرية العريقة التي أشهرها ابلا وماري وأوغاريت وقطنه وأريحا وجبيل وصيدا وصور وتدمر متحدثا عن امتداد حضارة السوريين بعيدا إلى قرطاجة في تونس حيث نقلوا إليها تطورهم.
ويقسم الكتاب إلى ستة فصول يبدأ الفصل الأول بتفسير اسم سورية وموقعها وحدودها الطبيعية والتنقيبات الأثرية لينتقل في الفصل الثاني إلى عصور ما قبل التاريخ الحجري القديم والوسيط والحديث والعصر الحجري النحاسي.
ثم يعرف الكتاب بالمستوطنات والمدن الأولى السورية لينتقل في الفصل الثالث الى سورية في الألف الثالث قبل الميلاد متحدثا عن موقع إبلا وقصة اكتشافها وحضارتها التي وصلت إلينا من خلال المحفوظات الملكية وحياتها السياسية والاقتصادية ولغتها وثقافتها ومعتقدات الابلويين القديمة.
أما الفصل الرابع فخصص للعصر الأموري حيث تحدث عن مملكة ماري وتاريخها وحضارات الكنعانيين والفينيقيين والآراميين وممالكهم وممالك يمحاض وآدوب ومؤاب وعمون.
ثم ينتقل الكتاب إلى سورية في العصر الآشوري الحديث والبابلي الحديث والاحتلالين الأخميني والمقدوني.
يذكر أن الكتاب صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 775 صفحة من القطع الكبير.
أما الدكتور عيد مرعي فهو أستاذ في تاريخ الشرق القديم ولغاته وحضارته في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة دمشق وخبير في موسوعة الآثار السورية حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة فورتسبورغ بألمانيا شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العالمية عن تاريخ سورية ووضع الكثير من الكتب والدراسات الجامعية وغير الجامعية.
سانا