تأمين مياه الشرب بات الشغل الشاغل والهم الأكبر الذي يؤرق رب كل أسرة في مدينة الحسكة التي تأن تحت وطأة أزمة خانقة تهدد مئات آلاف المدنيين نتيجة قطع الاحتلال التركي ومرتزقته المياه من محطة علوك في منطقة رأس العين المحتلة.
أزمة المياه التي أخدت منحى تصاعدياً لناحية المعاناة اليومية في تأمين مياه الشرب أضافت إلى يوميات إدوار كاتو التزامات جديدة وهموما إضافية أمام مشهدية مؤلمة وهو يشاهد مدينته التي تعاني العطش جراء هذه الجريمة البشعة المتواصلة لنظام أردوغان الإخواني على مرأى ومسمع من المنظمات الدولية والعالم.
يتحدث إدوار وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ويقطن في شارع فردوسة في مركز مدينة الحسكة لمراسل سانا عن انعدام الحلول الجذرية حتى الآن لتأمين المياه قائلاً “الطريقة الوحيدة هي أن تذهب بنفسك إلى الخزان كي تأخذ حاجتك من مياه الشرب يومياً وتنقلها من مسافة بعيدة.. لقد أنهكني نقل المياه.. ولم أعد أقوى على تحمل هذه المشقة” وبحكم إعاقتي لا يمكنني حمل أكثر من إناء لذلك فأنا مضطر للذهاب مرات كثيرة إلى الخزان وإفراغ قسم من المياه في فلتر مياه مخصص للشرب والقسم الآخر للاستخدام المنزلي بعد ترشيد وتقنين صارمين”.
ويتابع إدوار “لا أملك خيارا آخر .. يجب أن أذهب للبحث عن خزان ما زال فيه قليل من الماء.. لقد أصبح ذلك مشهداً طبيعياً لحياتي اليومية.. للحظات أذهب بتفكيري إلى العائلات التي لا تملك معيلا كيف تتدبر أمورها في ظل استمرار هذه الجريمة وصمت العالم” لافتاً إلى أنه لا يمكن “الاعتماد على مياه الآبار السطحية فعلاوة عن كونها نادرة فهي لا تصلح حتى للاستخدام المنزلي وآثارها سلبية على الاسطح وتمديدات الصرف الصحي لارتفاع ملوحتها وزيادة نسبة الكلس فيها”.
أم بشرى زوجة إدوار تقول إن معاناة تعبئة المياه كبيرة “فلا يوجد من يعين زوجي .. لدينا ثلاث بنات اثنتان منهن في الجامعة وواحدة تعيش معنا ونقطن في الطابق الثالث.. لا بد من حلول جذرية لمشكلة مياه الشرب.. يجب إنهاء هذه المعاناة.. فعملية الحصول على صهريج لتعبئة الخزان المنزلي أمر شبه مستحيل فعدد الصهاريج التي تعمل حاليا لتعبئة خزانات الأهالي لا يمكنه أن يسد الحاجة.. المدينة كبيرة واستهلاك المياه أكبر لدرجة أن الخزانات الكبيرة ضمن الشوارع يتم إفراغها بأقل من ساعة من قبل الأهالي المطلوب حل جذري لمحطة علوك.. وزيادة عدد الخزانات في الشوارع لتكون قريبة من الجميع كحل إسعافي مؤقت”.
تشكل عائلة إدوار نموذجاً للمعاناة التي يعيشها أبناء مدينة الحسكة الباحثون يومياً عن وسيلة لتأمين مياه من الصهاريج التي تسيرها المحافظة والجمعيات الخيرية والمنظمات أو من الصهاريج الخاصة ليرتاحوا يوماً أو يومين لتعود معاناتهم من جديد في ظل استمرار المحتل التركي وقف الضخ وقطع المياه عن مليون مواطن يعيشون في الحسكة والتجمعات السكانية الممتدة على طول خط الجر.
إلى ذلك يستمر المحتل التركي بقطع مياه الشرب من محطة علوك ويشير مدير المياه في الحسكة المهندس محمود عكلة إلى “استمرار أزمة المياه فالمحتل التركي مستمر بوقف الضخ.. وحالياً نتابع بالتعاون مع كل الجهات المحلية والمنظمات الإغاثية لتأمين مياه الشرب لأبناء المدينة عبر الصهاريج كحلول إسعافية بالاعتماد على محطة مياه نفاشه شرق مدينة الحسكة والتي تشهد ازدحاماً كبيراً من أصحاب الصهاريج”.
سانا