أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمسؤولية جيش بلاده عن تعذيب وقتل المحامي والزعيم الوطني الجزائري علي بومنجل خلال حرب استقلال الجزائر في العام 1957 نافياً الرواية السابقة عن انتحاره كما حاولت باريس التغطية على الجريمة في حينه.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الرئاسة الفرنسية قولها في بيان إن ماكرون أدلى بنفسه بهذا الاعتراف أمام أحفاد بومنجل الذين استقبلهم أمس حيث أكد أن بومنجل “اعتقله الجيش الفرنسي ووضع في الحبس الانفرادي وتعرض للتعذيب ثم قتل في 23 آذار 1957”.
وتابع الإليزيه في بيانه إنه في العام 2000 اعترف بول أوساريس الرئيس السابق للاستخبارات الفرنسية في الجزائر العاصمة بنفسه بأنه أمر أحد مرؤوسيه بقتل بومنجل وإخفاء الجريمة على أنها انتحار.
وكان بومنجل ناشطاً سياسياً ومحامياً مشهوراً دافع عن المناضلين الجزائريين متبعاً خطى شقيقه الأكبر أحمد وهو محام أيضاً.
واعتقل بومنجل خلال (معركة الجزائر) العاصمة بين كانون الثاني وتشرين الأول 1957 بعد تدخل القوات الخاصة للجيش الاستعماري الفرنسي لوقف هجمات جبهة التحرير الوطني.
وكانت ابنة أخ علي بومنجل (فضيلة بومنجل شيتور) أستاذة الطب والناشطة في مجال حقوق الإنسان نددت الشهر الماضي بمحاولة باريس التغطية على جريمة قتل عمها واصفة ما جرى بـ”كذب الدولة الفرنسية الهدام”.
يشار إلى أن الاحتلال الفرنسي ارتكب على مدى ثلاثة عشر عقداً من الزمن مئات المجازر التي راح ضحيتها أكثر من مليون شهيد من الجزائريين قبل أن ينال هذا البلد استقلاله في الخامس من تموز 1962 وتصر السلطات الفرنسية على رفض الاعتراف بهذه المجازر وتعويض ضحاياها.
سانا