بالوثيقة
من المثير للسخرية حقا أن تقرأ في أعرق الصحف العالمية مثل ( الغارديان) البريطانية مقالاً يشير إلى المخاوف من أن يصل عدد القتلى الفلسطينين ( الشهداء) إلى 186 ألف شخصاً آخذين بعين الاعتبار أن أسباب القتل قد تختلف في صورها منها غير العنف المباشر ، سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية وغيرها .
أما اليوم ومع مرور الوقت واشتعال كافة الجبهات وبلوغ العنف الصهيوني ذروته فقد بات من الصعب والاستحالة تقييم هذه الارقام ، خاصة بعد لجوء دولة الاحتلال إلى دفن الفلسطينين وهم أحياء ، هذا عدا من ماتوا تحت الأنقاض .
كيف سيتم إحصاء العدد اليوم؟! أو حتى بعد توقف الحرب اللعينة؟
يوماً ما ستتوقف هذه الحرب ، يوماً ما قد يتحرك الضمير العالمي ، ويضع دولة الكيان في مكانها الحقيقة في قفص اتهام المحكمة الدولية لارتكابها هذه الجرائم بحق الفلسطينين ، وسيكون من دواعي سرور الكثيرين أن يقف النتن ياهو في قفص الاتهام بل لعل دولة اسرائيل المزعومة كلها ستكون داخل القفص .. ، فدولة الكيان المحتل تبرر استمرارها في القتال في غزة والجنوب اللبناني وتدعو إلى توسيع الحرب مع حزب الله في لبنان حتى تتمكن من مواصلة أعمال التدمير والإبادة في الضفة الغربية ، وتحقيق الحلم الأكبر في طرد الفلسطينين في خطوة تمهيدية لضم جميع الأراضي وتحويل دولة الكيان إلى دولة الفصل العنصري مما يعني أن دولاً كثيرة قد تنبذ وتقاطع هذا الكيان … نعم يعتبر البعض هذه الرؤية محض خيال ذلك أن حكومات الدول الغربية وغير الغربية متواطئة وموالية لدولة الكيان لكن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن أي حراك شعبي في أي مكان في العالم قد يقلب كل المعايير خلال وقت قصير ، وهو ما قد يحصل حقيقة ، وانطلاقا من هذا المفهوم كان تحرك جامعة الأمة العربية .
كيف ومتى ستتم محاكمة مجرمي الحرب هؤلاء المتمثلون بقيادة الكيان؟
هذا أمر يترك رهينة للوقت ولتطور الأحداث المتزامن مع التطورات لدى رؤوس الأهرام السياسية ، لكن هذا اليوم وتلك الساعة آتية لا محالة .
نعم لابد من التحرك وفعل شيئ من هذا المنطلق تحركت مؤسسة جامعة الأمة العربية وعقدت محكمتها الشعبية في تعبير عملي تقول فيه : نحن معكم أطفال ونساء ورجال فلسطين ولن نتوانى عن تقديم أي شيئ نستيطع فعله في سبيل التواصل معكم من جهة وفي سبيل المساندة الدولية المتمثلة بتحريك القضية على المستوى الدولي أخلاقياً على أقل تقدير وقضائياً لتفعيلها دولياً لمواجهة هذه الجرائم الصهيونية ، نحن لا نضيف شيئاً إذا ما قلنا أن عمليات دولة الكيان العسكرية وهجماتها على غزة واتباع سياسة التجويع والقتل والتنكيل والاستهداف المباشر لأشياء قد لا تخطر على بال ولكن التحرك الشعبي يبدو أنه بات الملاذ وطريق الخلاص خاصة إذا ما كان مدعوماً بكوادر متخصصة تعرف الطرق والوسائل الصحيحة للوصول إلى العالم أجمع وهو بالضبط ما اعتمدته جامعة الامة العربية التي أصرت على فعل شيئ يؤسس للقادم من الأيام والسنين ، فقضية فلسطين قضية وطن استثنائي وشعب استثنائي .
واستراتيجة جامعة الأمة العربية القائمة على العمل التطوعي الصادق تؤكد اليوم أن ما قدمته في ورشتها لا بُدَّ أنه سيصل للعالم أجمع لتحريك القضية على كافة المستويات الشعبية والقضائية .
سناء زعير