محكمة شعبية دعما للمقاومة
استهداف الكوادر الطبية ، استهداف الصحفيين ، التهجير القسري ، استهداف موظفي الإغاثة ، قصف عشوائي وعقاب جماعي .
وكل ذلك لأصحاب الارض العزّل المستندون في صمودهم على يقينهم بحقهم وارضهم ، وأملهم المتبقي بالمقاومة الوطنية ، ومن يدعمها من مقاومين عرب .
نعم فموقف الحكومات العربية ليس خجولاً وحسب بل إنه يرقى إلى مستوى التخاذل كالتطبيع وإرسال الدعم العكسري ( كالمغرب التي أرسلت الفي مقاتل مثلاً عدا الإغاثة الغذائية وتوابعها المرسلة من دول الجوار لِتُقَدم للجنود الصهاينة تاركين أهل فلسطين وأطفالها ، جرحى ،جائعون في العراء ففي غزة وحدها تم تهجير 1.9 مليون فلسطيني قسراً من أصل مجموع السكان البالغ 2.2 مليون نسمة في انتهاك سافر وفاجر للقانون الدولي الانساني الذي ينص على احترام المدنيين وتفادي إيذائهم ، وتوخي الحذر لدرء الخطر عن المدنيين من خلال عدم شن هجمات عشوائية ، لكن الكيان كان واضحا في تعمده لما فعل ويفعل فلم يستثنِ كوادر طبية ولاسيارات إسعاف ولاجرحى ، وماحصل في استهداف مشفى الأمل في خان يونس بمُسيرة قتلت صبياً في الثالثة عشرة من العمر …. وهو ليس أمراً طارئاً على هذا الكيان الذي عمد بعد السابع من تشرين الأول مع انضمام السياسيين الذين يحرضون على العنف العنصري للحكومة وقتل المستوطنين ، 18 فلسطينياً وأصابوا 107 آخرين وذلك حسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية .
أفعال الجيش الصهيوني والمستوطنين وضعت فلسطين في ظروف قهرية غير مسبوقة ؛ بدءاً من أمرهم أن يخلوا منازلهم وصولاً إلى ملاحقتهم في مراكز الإيواء وإخراجهم في طرقات سميت بالمحمية والآمنة لتنهال عليهم القذائف من المسيرات والرصاص من البواريد ، وقد جرّد الاحتلال الناس من ملابسهم وساقوهم عراة حفاة ، ولا أظن أن هذه الصورة وأكثر خفيت على أحد حتى لو غضت بعض وسائل الإعلام العربية الرسمية النظر عنها ، فإن السوشيل ميديا لم توفر مشهداً ، ومع ذلك بقي الجمود العربي وجهاً آخر لهذه الحرب الأشد فتكاً وسط حالة لا توصي إلا بإمكانية الإفلات من العقاب …
وانطلاقا من الحق في معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة والحصول على التعويض ، وبمشاركة قضاة وخبراء قانون سوريين وعرب أقامت جامعة الأمة العربية ورشة عمل ومحكمة عدل شعبية لتفعيل مواجهة هذه الجرائم الصهيونية .
ورشة كان الهدف منها تفعيل الدور الشعبي في المجال القانوني من خلال فتح فرصة للتعاون العربي والدولي لفضح هذه الجرائم أولاً ، والطالبة بمحاسبة مرتكبيها بعد توجيه أنظار العالم الحر إليها سواء كأشخاص أو منظمات حقوقية وهيئات إنسانية وكان اللافت هو الحضور الغني من فلسطين ولبنان ومصر والعراق وسلطنة عمان وتونس والجزائر والأردن مدعوماً ذلك بحضور بعض السفراء العرب ، حيث كان للإطلالة الرائعة للأب عطا يوحنا من فلسطين وتوجيه كلمة هامة للمجتمعين أثراً ليس طيباً وحسب بل مؤثراً وغنياً ، وقد دُعِمَ الاجتماع بعرض أفلام وثائقية هامة لتكون الدليل القطعي على جرائم الكيان المحتل التي تجاوزت كل ما يمكن أن تتخيله حتى عقلية المجرمين ….
ورغم أن مؤسسة جامعة الأمة العربية منظمة غير حكومية لكنها تسعى بشكل جاد وغير مسبوق لإيصال هذه الحقائق إلى المحاكم الدولية ليصار لاحقاً إلى اعتماد كل ما صدر من قرارات عن المحكمة الشعبية التي شُكلت في هذه الجامعة وتفعيلها أمام المنظمات والهيئات الحقوقية ويكفي هذه الهيئة أنها غير نفعية وتعمل لتؤكد أن القاعدة الشعبية تبقى الأساس في وصول الشعوب إلى حقوقها ومبتغاها .
فخري هاشم السيد رجب