اختتمت اليوم في محافظة طرطوس مسابقة قارئ العام 2024 الخاصة بجرحى الجيش العربي السوري التي يقيمها مشروع جريح الوطن بالتعاون مع دائرة الجرحى بالمحافظة ومديرية الثقافة.
المسابقة التي أقيمت في قاعة المركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس ناقش خلالها الجرحى الفائزون على مستوى المناطق مع لجنة التحكيم مضمون ومحتوى الكتابين اللذين أختار كل جريح قراءتهما للمرحلة النهائية بعد الترشح لها وخلاصة تجربته ككل بهذه المسابقة وبالحياة الثقافية عموماً ودورها في المجتمع.
محافظ طرطوس فراس الحامد نوه خلال كلمة له بعزيمة وإصرار الجرحى لمتابعة حياتهم الاجتماعية والعلمية والثقافية ليكونوا أبطالاً في ميادينها كما كانوا في ساحات البطولة والشرف بوجه أعداء الوطن، مثنياً على دور وعمل مشروع جريح الوطن الذي كان مع الجرحى يداً بيد ليثبتوا قدرتهم على مواصلة حياتهم بكل قوة وعزيمة.
مديرة فريق جريح الوطن بطرطوس غنوة عبد الرحيم لفتت في تصريح لمراسلة سانا إلى أن المرحلة الثالثة والنهائية شارك فيها 9 جرحى بعد فوزهم بالمرتبة الأولى على مستوى المناطق، وفاز جريحان بالمرتبة الأولى في منطقتي القدموس والصفصافة، مضيفةً: إن نجاح تجربة قارئ العام للجرحى التي انطلقت من محافظة طرطوس العام الماضي أسهم في تطبيقها هذا العام في محافظتي دمشق وريف دمشق على أمل توسيعها لتشمل كل المحافظات.
بدوره مدير ثقافة طرطوس كمال بدران اعتبر أن كل المشاركين ناجحون، نظراً لأهمية القراءة في المخزون الثقافي العام، فضلاً عن كونها تغني شخصية الجريح المشارك وتصقلها.
رئيس دائرة الجرحى بالمحافظة ربيع إبراهيم قال: إن هدف المسابقة الوصول إلى 2000 قارئ جريح في طرطوس، انطلاقاً من دور القراءة والثقافة في رقي الأمم.
واعتبرت الأديبة الباحثة في علوم اللغة العربية راغدة محمود من لجنة التحكيم أن معايير اختيار الفائزين تعتمد على تجربتهم الذاتية، والتأثير والفكر النقدي والإبداعي لديهم بعد قراءتهم الكتب التي اختاروها والأثر الذي تركته لديهم ومدى استفادتهم منها.
ورأى عدد من الجرحى أن لهذه المسابقة أثراً كبيراً في حياتهم الاجتماعية وليس أثرها فقط من الناحية الثقافية، كما قال الجريح يعرب مصطفى طالب في الإعلام بالجامعة الافتراضية السورية، وهو الحلم الذي ساعده في تحقيقه مشروع جريح الوطن، واختار المشاركة بقراءة الأدب الرقمي والثقافة العربية في عصر المعلومات، معتبراً أن مشاركته الأولى بالمسابقة كان لها أثر في إثراء معلوماته، كما كانت دافعاً اجتماعياً ثقافياً للاندماج بالمجتمع أكثر.
الجريح باسل قليح خريج في قسم علم الاجتماع قال: إن ما دفعه للمشاركة نابع من فكرة أن المعركة لم تنته بالحرب، بل هي مستمرة بالقلم والحياة اليومية مختاراً خوض المسابقة بكتب الاقتصاد السياسي.
وأصر الجريح عاطف هزيم طالب السنة الأولى بكلية الحقوق في الجامعة الافتراضية على خوض تجربة المسابقة للمرة الثانية مختاراً كتباً فلسفية، إيماناً منه بأهمية العلم والمطالعة ودورهما بفتح آفاق جديدة وتوسيع مدارك العقول، قائلاً: إنها رياضة ذهنية تغني العقل والفكر.