أسماء ناصر الدين.. بطلة تضيء مصباحها بالشجاعة والإصرار

شقت رحلة حياتها متحدية الصعاب والعقبات، حتى استطاعت أن تحفر لنفسها موضعاً بين الأبطال والملهمين، أسماء محمد ناصر الدين ابنة بلدة عين الفيجة بريف دمشق، أصبحت علامةً بارزةً مميزةً بين أقرانها في الرياضة والفن.

تأبى أسماء 27 عاماً من متلازمة داون أن تسمي ما هي عليه بـ “إعاقة” بل “حافزاً” نحو إثبات الذات، فهي وفق ما تحدثت شقيقتها ربا لنشرة سانا الشبابية درست في مركز “هذا بيتي” حتى الصف السادس، وانتسبت لمؤسسة الأولمبياد الخاص السوري عام 2010، وتدربت مع المدرب زاريه باليان في ملعب العباسيين بدمشق، والتحقت بالعديد من الدورات المتنوعة في بلدة قدسيا التي تقطن فيها، كالتصوير والرسم والسباحة، ثم تفرغت لألعاب القوى البدنية، إلى جانب عشقها للتمثيل وخاصة على المسرح مع الفنان طلال مارديني.

وغدت أسماء بطلةً متميزةً اجتماعياً ورياضياً وتعليمياً وفنياً، وفق ربا فهي محبوبة في محيطها، وتجيد القراءة والكتابة بطلاقة شديدة بالنسبة لحالتها، وبرعت كرسامة في كثير من المعارض الفنية الخاصة، كما أخذت دور البطولة في مسرحية “سندريلا”، واختارت أصعب الرياضات لتتفوق فيها وهي رياضة رفع الأثقال، كلاعبة لرفع الأثقال بوزن 90 كغ.

ولأن الأحلام لا تعترف بإعاقة الجسد، انطلقت أسماء بحسب ربا لتشارك في جميع البطولات المحلية، ولتحقق المركز الأول فيها كلها، كما شاركت ضمن فريق الأولمبياد في بطولة الألعاب العالمية الصيفية في اليونان عام 2011، ونالت 4 برونزيات، ثم حصدت برونزية بمشاركتها بالألعاب العالمية بلوس أنجلوس الأمريكية عام 2015، وأحرزت ميداليتين فضيتين وواحدة برونزية خلال مشاركتها 2017 بلعبة التزلج على الجليد في بطولة العالم للألعاب الشتوية في اليابان، وحصلت على ميدالية ذهبية و3 فضيات في بطولة الألعاب العالمية 2019 بأبو ظبي، وفي 2021 نالت المركز الأول، وميداليتين ذهبيتين في بطولة رفع الأثقال على مستوى المحافظات التي أقيمت بدير عطية.

شاركت أسماء بالكثير من الفعاليات الاجتماعية الخاصة بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة مع السليمين ومنها بعض الأدوار المسرحية خلال أنشطة الجمعيات الخاصة، وحالياً تعكف على التدريب الدائم في مدينة تشرين الرياضية بإشراف مدربها باليان والمدرب فراس تيرو بحسب ما ذكرت ربا.

وأكدت ربا الدعم الكبير الذي قدمته العائلة لابنتهم أسماء، وقالت: نحن نشجعها منذ طفولتها على تحقيق أحلامها، وبنفس الوقت زرعنا فيها الشجاعة والإقدام لتخوض رياضة قاسية وهي رفع الأثقال، فهي تكرر دائماً بأنها تصر على إضاءة مصباح حياتها بنفسها وترفض رفع الراية البيضاء أمام كل العراقيل التي تواجهها لتكون نموذجاً ملهماً لكل الشباب.

بدورها أشارت أسماء إلى أمنياتها برفع اسم بلادها عالياً في كل المحافل الرياضية الدولية.