عبد القادر حنطاية: حرفي أحيا مهنة الأرابيسك بروح جديدة

يعتبر عبد القادر حنطاية المعروف بأبو اصطيف من الأسماء البارزة في عالم الحرف التقليدية التي نجحت في الحفاظ على مهنة الأرابيسك بمدينة حلب، تلك المهنة التي تعتمد على الخشب والنحاس، وكانت تُستخدم سابقاً لصناعة الأثاث المنزلي من مقاعد وطاولات.

ورغم ما تتطلبه من وقت وجهد كبيرين باعتبارها مهنة يدوية بالكامل، إلا أن حنطاية استطاع تقديمها بروح جديدة تتماشى مع متطلبات العصر، حيث أوضح في لقاء مع مراسلة “سانا” أن تكلفة إنتاج قطع الأرابيسك التقليدية أصبحت مرتفعة، ما دفعه إلى تطوير المهنة لتكون في متناول الجميع فقام بإدخال الأرابيسك بصورة جديدة، حيث بدأ بصنع كاسات المتة، والفناجين، وصمديات بأحجام مختلفة، إضافة إلى العكازات والميداليات وحتى الإكسسوارات، ما أعطى لهذه الحرفة بعداً جديداً، مشيراً إلى أنه يستخدم ألواناً نباتية طبيعية في تلوين منتجاته، مثل البن ونواة التمر، حيث يقوم بتحويل نواة التمر إلى بودرة لاستخدامها في التلوين أو تشكيلها على شكل صدف.

كما يستعمل الصدف الطبيعي بعد تكسيره أو حفه لإضفاء لمسة فنية على القطع، حيث بين حنطاية أن هذه الحرفة تتطلب صبراً ودقة في إظهار التفاصيل، بالإضافة إلى الجهد الكبير لأنها تعتمد بالكامل على العمل اليدوي، بدءاً من لف النحاس وحتى استخراج الألوان واللصق والدق على القطع، كما أن الإبداع والذوق الفني يلعبان دوراً كبيراً في الحصول على قطع متقنة وفنية في آن واحد.

وعن الرسومات التي يستخدمها، يوضح حنطاية أنها تختلف بين الهندسية، النباتية، والحيوانية، والأدوات اللازمة لتنفيذ أعماله هي الخشب، وسلك النحاس الأحمر، والألوان، ويقوم برسم الشكل على القطعة، ثم يلصق سلك النحاس باستخدام الكماشة وقصاصة الأظافر، وبعد ذلك يقوم بتلوين

الفراغات، فمثلاً يمكن للب التمر بعد حفّه أن يتحول إلى لون يشبه المرمر.

وتحدث حنطاية أيضًا عن كيفية تعلمه هذه الحرفة من شيخ المهنة الذي حاول في البداية احتكار أسرار المهنة، ولكن بفضل حب حنطاية الشديد للأرابيسك، بدأ بمراقبته عن كثب وتعلم منه خطوة بخطوة حتى استطاع في النهاية اكتشاف أسرار المهنة وإتقانها.

واختتم حديثه برسالة إلى الشباب، حيث دعاهم إلى استغلال أوقات فراغهم في تعلم حرفة أو مهنة يحبونها، مؤكداً أن المهنة رغم صعوباتها إلا أنها تحمل قيمة كبيرة في الحفاظ على التراث الثقافي السوري اللامادي.