الشاعر مهند الطوفي لـ سانا: عندما يتخلى الشعر عن الواقع يفنى ويندثر ومن لا يخضع للنقد لا يتطور

يمتلك الشاب مهند الطوفي موهبة شعر حقيقية جعلته متمكناً من كل أشكال الشعر فاعتمد الأصالة في كتاباته وعكس الواقع بانفعال صادق واجتهاد حقيقي أضاف إلى موهبته كثيراً من المعرفة الأدبية، وأهمها ما يخص التراث والأصالة.

في حوار مع سانا، قال الطوفي: أذهب لكتابة الشعر عندما تكون الدموع قد فاضت اشتياقاً وعندما يكون الفؤاد مجروحاً وتكون الروح منهارة من ضيق الحياة وتعبها وألم الحب والعاطفة المتأثرة بما يؤججها لأنه أنيس وحدتي ومزيل تعبي وهمي وهو الصديق الصدوق الذي يسمعني ولا يخذلني وهو يرافقني في ليلي ونهاري وهو جليسي ومؤنس عزلتي أعكس من خلاله كل مؤثرات الحياة السلبية.

وأضاف: أنا مع كل أنواع الشعر لكنني أحب وأفضل الشعر العمودي المقفى لأنه إرثنا وتراثنا، فقد بدأ الشعر عند العرب منذ العصور الجاهلية وعصوره الأولى بدأ له وزن وقافية وتراكيب وبلاغة بني على بحر شعري ووزن عروضي، لذلك أنا أفضل الشعر الموزون العمودي المقفى.

وأشار الشاعر الطوفي إلى أنه يعتبر النثر شعراً ولكن شرط أن يكون صحيحاً نحواً وبناءً، وأن يكون النص يتحدث حول حدث معين وبوصف بليغ، لافتاً إلى أنه ليس كل من كتب القصيدة العمودية ووضع لها وزن هو بشاعر وليس كل من كتب نثراً بناثر، فإن للشعر شروطه، ما يسمى شعر هو ما دل على جديد وحداثة وبلاغة وبراعة في توظيف المعاني وسلامة المفردات نحواً وصرفاً، وإن لم تتواجد تلك السمات في القصيدة بحسب الشاعر الطوفي فهي حتماً ليست بشعر وهناك شرط مهم جداً ألا وهو صدق الأحاسيس العاطفية والمشاعر في القلب فإن لم تحتو القصيدة على حزن وفرح وانكسار وبكاء وفراق وفقد وهجر فذاك ليس بشعر لأنه لا شعر دون حزن ودون فراق وهجر دون بعد ودون بكاء وجروح وهم وضيق حياة وشقاء.

وعن اهتمام شباب سورية أدبياً رأى الشاعر الطوفي أن هناك مواهب شابة تثبت أنها حقاً مبدعة تأتي بمعانٍ جديدة وتستحدث من الشعر والمفردات وتأتي بمواضيع وأحداث جديدة ومتطورة، فالحركة الشعرية في سن الشباب مهمة جداً لأنها هي ما تسهم في تطوير الشعر، مبيناً وجود كل أنواع الأدب في هذه المرحلة، منها ما يتحدث عن المهجر والحالات الإنسانية والاجتماعية والوجدان، فإننا نرى شباناً بعمر صغير يكتبون قصائد تحاكي كبار الشعراء متناً وبلاغة وحدثاً وبوحاً وسبكاً رصيناً.

واعتبر الطوفي أن الشعر عندما يتخلى عن الواقع يفنى ويندثر ويتجلى ذلك عندما يكون الشعراء قد انصرفوا عن الواقع ولم يعد هناك من يتحدث عن أوجاع العامة، لم يعد هناك رسالة واضحة للقصيدة التي تكتب، فالشعر هو رسالة ونقل أوجاع المجتمع عن طريق القصيدة فقد كان الشاعر الذي يلقي الشعر في العصور القديمة سفيراً لقبيلته ومن جلاس الملوك وكان له رسالة سامية وصدق ينقل أوجاع الأناس والعامة ويترجمها بحسه فعندما يكف الشعر عن نقل الواقع ونقل أوجاع الآخرين فهو حتماً سيندثر وينعدم لكن ما دام هناك قلوب تخفق وتلهج بالحب محال أن يموت الشعر أو يضيع فمن دون شعر لا حياة.

وبين الشاعر الطوفي أن الشعر الشبابي يعكس الواقع ببراعة ويصوره بصدق، وخاصة أن هذه المرحلة تكون مرحلة اكتشاف في بحر ومدرسة الحياة فهنا سيحاول الشاعر الشاب جاهدا أن يصور الواقع ويكتشف الأحداث الجديدة لكي يصورها ويتحدث عنها ويتكلم عن الواقع، مشيراً إلى أن هناك ثقافة شبابية واضحة ومتميزة فنجد شابا في بداية عمره لديه ثقافة واسعة ولديه مخزون كبير من الشعر الذي حفظه ومخزون كبير من الكلمات ودون ذلك لا يستطيع الكتابة.

وعن النقد، قال الطوفي: إنه دون النقد لا يستطيع الشاعر معرفة نقاط قوته ونقاط ضعفه ودون النقد لا يستطيع أن يطور من بناء قصيدته، فالنقد هو ما يؤدي للتطوير ويؤدي إلى التجديد والقيام بحركة نوعية تستحدث من أنواع الأدب وهي التي تسهم في تخفيف الشاعر من نقاط ضعفه وتقوية نفسه وهو الذي يدعم ثقافة الشاب الذي يبدأ من جديد في كتابة الشعر والأدب، فمن لا يخضع للنقد لا يتطور ولا يتعلم فمن لا يتألم لا يتعلم ومن رحم الألم يولد الإبداع وتتفجر الطاقات والمواهب الإبداعية.

وختم الطوفي بالقول: إنه يدعو كل من يبدأ خطواته الأولى في ميادين الأدب والكتابة أن يتسلح بالإرادة والصبر ويكون لديه حب للشيء الذي يقوم به وأن يكون لديه إصرار على التطور وعدم الاستسلام وأن يحفظ قدراً كبيراً من أبيات الشعر ويقرأ الكثير من الكتب سواء كانت روايات أو قصصاً أو شعراً وأن يقرأ عن فنيات كتابة كل جنس أدبي وأن يحدد المسار الذي سيسلكه ويبدع فيه إن كان يريد أن يكون شاعراً أو روائياً أو قاصاً أو كاتباً مسرحياً، وأن يتقبل النقد ولو كان قاسياً، فذاك هو السبيل الذي يؤدي لتطويره.

يذكر أن الشاعر مهند الطوفي شاعر وكاتب وطالب في كلية الحقوق في السنة الثانية في جامعة حلب، من أعماله الشعرية (مهنديات عاشق) (الحب في زمن الحرب)، وفاز بمراكز متعددة في مسابقات كثيرة، منها مسابقة قلم وحرف حصل فيها على المركز الثاني على الجمهورية العربية السورية ومسابقة الشباب وصدى المحبة المركز الثالث ومسابقة المناظرات الشعرية المركز الأول.

وشارك في مسابقة المبارزات الشعرية على مستوى الجمهورية العربية السورية التي أقيمت في محافظة القنيطرة بعنوان الجولان السوري، وشارك في العديد من المهرجانات والمعارض.