تعد أشجار الفستق الحلبي المنتشرة في قرية عين التينة بمحافظة ريف دمشق من أقدم الأشجار في العالم وأعرقها وتمتد على مساحة تقدر بنحو 200 دونم بعدد أشجار يتجاوز 200 شجرة، يتراوح إنتاج الشجرة الواحدة بين 40 و50 كيلوغراماً في حال كان الموسم جيداً وتعرف ثمارها بالنوع العاشوري المرغوب في الأسواق.
الجمعية الفلاحية في عين التينة تقوم بالتعاون مع الوحدة الإرشادية ودائرتي الحراج وزراعة القطيفة بحماية أشجار الفستق الحلبي والإشراف عليها بصورة دورية من حيث الفلاحة والسقاية ورش المبيدات إضافة إلى القيام بأعمال التعشيب خلال موسم الصيف لأنها أراض بعلية فيما يتم التشارك بعملية القطاف الذي انطلق بداية شهر أيلول الحالي مع جميع الأهالي وسط أجواء مريحة يتخللها الكثير من الطقوس الاجتماعية المعتادة وفق رئيس الجمعية هيثم محمد محسن.
محسن وفي تصريح لمراسلة سانا أوضح أن الفستق الموجود في القرية يطلق عليه الصنف التيناوي لتميزه عن غيره من الأصناف لافتاً إلى أن هذه الشجرة تحتاج للعناية والمتابعة والتقليم والفلاحة في شهر تشرين والرش والسقاية قبل القطاف علما أنها تعيش في ظروف بيئية صعبة لأن معدل الأمطار بات قليلاً وضمن أراض صخرية وخفيفة التربة ترتفع عن سطح البحر 1200 متر.
رئيس الجمعية الفلاحية أشار إلى ضرورة دعم هذا المحصول الاقتصادي المهم للتمكن من التوسع بزراعته عبر توفير غراس جيدة وزراعتها في المساحات الفارغة وتوفير مادة المازوت وتركيب مركز تحويل كهربائي معفى من التقنين وشق طرق زراعية وتزفيتها للتمكن من الوصول إلى الحقول بسهولة مع تسهيل منح قروض الطاقة الشمسية للمزارعين.
ممثل المجتمع المحلي في القرية المهندس مصطفى ليلى أوضح في تصريح مماثل أن عمر بعض أشجار الفستق الحلبي في عين التينة يصل إلى نحو الفي عام حسب الخبراء الزراعيين الذين زاروا الحقول من سورية وخارجها ويعود أصل الشجرة إلى شجرة البطم المعمرة المتحملة للجفاف لافتاً إلى أن القرية يوجد فيها ثلاثة أنواع من الفستق منها الأشجار المثمرة المؤنثة والأشجار المذكرة وأشجار البندق وهناك تفاوت في أعمار هذه الأشجار.
وبين ليلى أن أشجار الفستق تسقى من خلال قنوات الري الأثرية القديمة الممتدة على طول الحقل إضافة إلى أنه تم حفر آبار تعمل من خلال منظومة طاقة شمسية مؤكداً أن العمل جار على زيادة المساحات المزروعة في القرية بالفستق نتيجة يباس بعضها مع مرور الزمن.
المزارع عادل سعدات أشار إلى أن شجرة الفستق تعطي عاماً وتتوقف العام الذي يليه وهي من أهم الأشجار الموجودة في القرية ويستمر القطاف لشهر كامل في أيلول كل عام مع الحرص على قطفه قبل أن يأتي الشتاء كي لا يتساقط على الأرض معتبراً أن شجرة الفستق تمثل التراث بالنسبة للقرية كونها تحمل اسمها منذ مئات السنين.
رئيس دائرة زراعة القطيفة المهندس عثمان كحيل بين لمراسلة سانا أن الفستق الحلبي المنتشر في عين التينة هو من العرق النادر لأنه صنف معمر يزيد عمره عن ألف عام ويتراوح إنتاج الشجرة الواحدة بين 40 و50 كيلوغراماً حسب الاهتمام مبيناً أن أشجار الفستق الحلبي أهملت خلال سنوات الأزمة وحالياً يتم العمل على ايلائها الاهتمام اللازم والتوسع في زراعتها لزيادة إنتاجها كونها تشكل قيمة مضافة للمزارعين.
وحسب كحيل يوجد في منطقة القطيفة نحو 500 دونم مزروعة بالفستق الحلبي وهي من الأنواع المقاومة للأمراض والحشرات منها 200 دونم في القطيفة تدار تحت إشراف الجمعية الفلاحية والباقي ينتشر في معضمية القلمون وجيرود وهناك 50 دونماً تم تشجيرها حديثاً بالفستق الحلبي.
وذكر كحيل أن دائرة الزراعة تقدم للمزارعين الارشادات حول كيفية التعامل مع شجرة الفستق الحلبي إضافة لطريقة الفلاحة والسقاية عبر إقامة الندوات الإرشادية حول كيفية تطعيم شجرة الفستق ونوعية المبيدات والأسمدة التي يجب استخدامها والسماد والمازوت الزراعي حسب الامكانية المتوافرة.