يونس خلف
لا يختلف أحد على أن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف تفجير عدد كبير من أجهزة الاتصال اللاسلكية “بايجر” في مناطق لبنانية عدة وراح ضحيته شهداء وإصابة المئات أنه جريمة حرب وعملاً إرهابياً بدعم أميركي وهو يأتي في إطار العدوان الصهيوني الشامل على المنطقة وسياسة العربدة والغطرسة التي يتبناها الاحتلال متسلّحاً بدعم أمريكي يوفّر غطاءً لجرائمه والعدوان أيضاً جريمة حرب ألحقت أضراراً بالغة بعدد كبير من المدنيين الآمنين في منازلهم وذلك عن نية غدر مبيتة تعبر عن مدى إصرار العدو على إشعال نيران الحرب في المنطقة مستنداً بقوة إلى الدعم غير المحدود الذي توفره له الإدارة الأمريكية وحلفاؤها، فضلاً عن استخفافه بالرأي العام العالمي وبالقانون الدولي وجر المنطقة إلى حرب إقليمية ولمنع الوصول إلى اتفاق لوقف حرب الإبادة على قطاع غزة .
يضاف إلى ذلك إن هذا العدوان يتعارض مع كل المبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية وخاصة القانون الدولي الإنساني وبالتالي فإنه يخضع للملاحقة الجنائية الدولية والمحاكمة والعقاب لأنه يأخذ شكلاً آخر من الإبادة الجماعية ويثبت مرة أخرى بوضوح أنه بالإضافة إلى ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني فإنه يشكل تهديداً إقليمياً ودولياً للسلم والأمن الدوليين الأمر الذي يتطلب تحمل المجتمع الدولي المسؤولية تجاه الأعمال الإرهابية للكيان الصهيوني وما تسببه من تهديدات وضرورة التحرك الفوري لمواجهة إفلات السلطات الإجرامية الصهيونية من العقاب وضرورة تحرك العالم للجم آلة الإرهاب الإسرائيلي لأنها ستهدد المنطقة برمتها .
صحيح أنه ليس غريباً على إرهاب الصهاينة الذين قتلوا أكثر من 50 ألف فلسطيني في غزة والضفة بدم بارد ويرتكبون جرائم ضد الإنسانية لكن متى يدرك العالم أن هذه الأعمال تشكل تصعيداً خطيراً للأوضاع في الشرق الأوسط وذات عواقب خطرة ولا يمكن التنبؤ بها على المنطقة .