اقتصرت مجموعة “وردة الصباح” الجديدة للشاعر وائل أبو يزبك على الشعر الموزون والمواضيع الاجتماعية التي تدل على شدة الانتماء والقدرة على كتابة شعر الشطرين ووجود القافية والروي والعاطفة الصادقة.
وفي قصيدته بنية الروح تبدو العاطفة وجدانية صادقة تبتسم بالأبوة والمحبة والتمسك بالوفاء الذي يتحلى به الآباء الصادقون، فتمكن من نسج معانيه التي انعكست بما في داخله لتتوازن الحركة الموسيقية مع الروي وألف الإطلاق فيقول:
أيها القلب كيف تنبض فيا
وهي تنأى كالظل عن مقلتيا
وادعت شمسها غيوم صباحي
ورمتني خلف الضباب قصيا
وفي مسير نصوصه الشعرية تظهر الشام بشكل عفوي دون قصد منه ملونة باستعارات وصور جميلة تدل على قدرته صياغة مشاعره، فيقول في قصيدته لم يبق لي حلم:
كن مثلما علمتك الشام ضحكتها
رغم الجراح وكن خفقاً بأعلامي
كالياسمين وحيداً في مدارجها
يرتل العشق بين الله والشام
ومن ذاكرة الوطن في نصوصه تبدو قصيدة المجاهد الشيخ صالح العلي الذي رثاه فيها معبرة عن محبته لوطنه وتقديره لعظمة الشهداء وقيمتهم التاريخية فانتقى البحر الكامل، وجاءت الهمزة كروي في آخر الأبيات ليخفق قلبه مع حركة الضم بلهفة وشوق وتقدير فيقول:
ماذا يقول بيومك الشعراء
وعلى التراب جماجم ودماء
ما أبلغ الخطب الفصاح يخطها
سيف أغرّ وصعدة سمراء
وكان للمراثي الحزينة في مجموعته الشعرية حضور لافت فكتب في قصيدة صديقه الدكتور كنج العقباني رثاء انتقى له البحر الوافر الذي يعتبر أكثر البحور ملاءمة للرثاء والحزن، فقال:
رحلت وكنت كالنجم الدماع
هوى وارتوى دون الشمس قاع
أخ العظماء إن الموت حق
فمن ذا يدفع الموت امتناع
وجاءت قصيدته إلى أمه مليئة بالحزن والبكاء والشوق لأنها أهم مافي حياته، فقال:
إلام تبكي وكل الناس راحلة
أما يهزك من فرط الجوى لومي
قالت: فقلت وقد أغضيت منصرفاً
إن التي رحلت يا فتنتي .. أمي.
ولا تقل قصيدته التي أهداها لأبيه يوم عيد المعلم قيمة عن باقي القصائد التي جاءت بعيدة عن الجوازات العروضية وملتزمة بمقومات الشعر لتجمع بين الأصالة والمعاصرة.
يذكر أن المجموعة من منشورات اتحاد الكتاب العرب وتقع في 120 صفحة من القطع المتوسط، لمؤلفها عدد من المجموعات الشعرية وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب، شارك في العديد من الأنشطة والمهرجانات.