مهرجان عرامو التراثي السياحي بموسمه السادس… حكايات القرى السورية الغنية بإرثها الحضاري والإنساني

على مدى يومين احتضنت قرية عرامو بريف اللاذقية فعاليات مهرجان عرامو بموسمه السادس والذي جاء هذا العام تحت عنوان (من فات ماضيه مات) ليقدم نموذجاً من حكايات القرى السورية الغنية بإرثها الأثري والحضاري والإنساني الممتد لآلاف السنوات ويجسد تآلف السوريين وتآخيهم على مر العصور.

المهرجان الذي جاء بالتعاون بين بلدية عرامو ومديرية ثقافة اللاذقية سلط الضوء على تراث المنطقة وغناها الأثري والسياحي إضافة إلى فعاليات ثقافية متنوعة من شعر وادب وفن تشكيلي وإحياء للغناء والدبكات الشعبية وقد اختار أن تكون انطلاقته من خلال جولة سياحية ابتدأت من قرية قشبة، للتعريف بالمعالم الأثرية والسياحية الغنية التي تضمها القرية ومنها المباني التقليدية القديمة ذات النقش المعماري والمداخل المقنطرة والبيوت ذات الليوان إضافة الى زيارة دير توما الاثري ودير مارجرجس ودير السيدة مريم العذراء الذي يعود بناؤه الى عام 1903م.

وتضمن المهرجان العديد من الكلمات والمداخلات التراثية للتعريف بالمنطقة ومعالمها التراثية والأثرية إضافة إلى القصائد الشعرية التي جاءت بمشاركة كوكبة من الشعراء تناولوا القصائد الوطنية والوجدانية والغزلية وقصائد تشيد بالمناسبة.

وحرص المهرجان ضمن فعالياته على تكريم المعلمين الأوائل الرواد من أبناء القرية الذين أمضوا حياتهم في خدمة الأجيال إضافة لتكريم المتفوقين في امتحانات شهادتي التعليم الاساسي والثانوية والمقدمة باسم جائزة الشهيد عفيف نعيسه وولديه للتفوق الدراسي كما تم تكريم أكبر معمرين في قرية عرامو.

وتميز المهرجان أيضاً بتوزيع أكثر من 400 كتاب تقدمة مديرية الثقافة واتحاد الكتاب العرب وبعض المكتبات الخاصة إضافة لتوزيع 150 غرسة من غراس الغار على الأهالي ليتم غرسها حول المنازل لكونها ترمز إلى المجد والانتصار والحياة والخضرة الدائمة.

وأقيم على هامش المهرجان معرض فني للفنان التشكيلي عبد الغني دمياطي استعرض من خلاله لوحات تصور أهم المعالم الحضارية في اللاذقية كقوس النصر وأوغاريت وساحة الشيخ ضاهر وغيرها من المعالم العمرانية والأثرية.

كما أحيا المهرجان حفلات فنية شعبية وأغان تراثية ترافقت مع حلقات الدبكة الشعبية.

الباحث التراثي ومدير مهرجان عرامو حيدر نعيسه أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن مهرجان هذا العام كان غنياً ومنوعاً ببرامجه وأهدافه في بعث ما هو مفيد ونافع للحفاظ على الهوية والملامح الذي يتميز به ريف الساحل السوري، وخصوصاً أن إقامة المهرجان تصادف فترة مناسبات وأعياد اجتماعية تحييها المنطقة ذات التكوين الفسيفسائي الجميل.

بدورها بينت منسقة المهرجان الشاعرة أحلام الرفاعي أن عرامو تعتبر معلولا الساحل ففيها يتعانق الأنجيل والقرآن وهذا ما حرص المهرجان على تقديمه من خلال كونه ساحة للحب والوئام ولمة للثقافة والفكر والموسيقا والغناء تقود إليها شقائق النعمان ورائحة الزعفران التي تنشد الفرح الذي يليق ببلدنا سورية.

رئيس مجلس بلدية عرامو محمود مرقبي نوه بأهمية قرية عرامو التاريخية الأثرية والسياحية الاصطيافية والتي تقع في الجهة الشمالية الشرقية من محافظة اللاذقية على بعد 45 كم شرقي مدينة اللاذقية والتي يعتقد أن اسمها مستمد من ارتفاعها ووقوعها في أعالي الجبال.