بحضور ممثل السيد الرئيس بشار الأسد، الأمين العام لرئاسة الجمهورية منصور عزام، ومحافظ حلب حسين دياب، اُحتفل اليوم بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس جمعية العاديات التي تُعنى بحفظ التراث المادي واللامادي.
رئيس جمعية العاديات المهندس محمد خير الدين الرفاعي أكد خلال الحفل الذي أقيم على مسرح دار الكتب الوطنية بحلب أن جمعية العاديات وجدت بهدف الحفاظ على التراث الحضاري المهم لسورية بجوانبه كافة، حيث انطلقت من حلب إلى عدد من المحافظات بسبعة عشر فرعاً، مبيناً دورها الثقافي والتاريخي والأنشطة المتواصلة للجمعية رغم الظروف والتحديات التي واجهتها حيث تعمل للحفاظ على التراث الحضاري، وردّ الاعتبار لما تضرر منه نتيجة الأيادي الآثمة والعوامل الطبيعية.
وأوضح الرفاعي أن الجمعية لم تسعَ فقط للحفاظ على التراث المتمثل بالمعالم والمواقع الأثرية والتاريخية، بل سعت أيضاً للحفاظ على القيم الثقافية والمجتمعية والوطنية والإنسانية التي أبدعت هذا التراث من خلال الحض على العلم والعمل بإخلاص وإعلاء قيم الإخاء الإنساني والتسامح الديني، منوهاً بدور الإدارات المتعاقبة في الجمعية، وآخرهم الرئيس الفخري للجمعية الباحث الراحل محمد قجة.
بدورها بينت أمينة سر جمعية العاديات بحمص خديجة الحسن في كلمة فروع الجمعية، أهمية و دور جمعية العاديات وفروعها خلال مئة عام في الحفاظ على التراث والنهوض الثقافي الذي يستند ليس فقط إلى الأوابد والآثار والمنشآت التاريخية، بل إلى الخبرة البشرية والعلوم والفنون والفضائل، مشيرة إلى الأنشطة المتنوعة التي تضطلع بها الجمعية وفروعها الـ17 في المحافظات لتعميق الوعي في الحفاظ على التراث.
وتم خلال الحفل تكريم كل من جينا زوبيان عضو مجلس الإدارة السابقة والراحل نزار باقو و الدكتور صلاح كزارة لدورهم الفعّال في مسيرة عمل الجمعية، كما ألقى عضو الجمعية الدكتور عبد الحميد ديوان قصيدة بعنوان “العاديات والتاريخ” أشار خلالها إلى دور الجمعية في حفظ التراث والهوية الثقافية لسورية وحلب.
ونوهت زوبيان بدور الجمعية في إبراز الهوية التراثية الغنية لسورية مسلطة الضوء على مكوناتها كافة حيث غدت بوتقة تجمع كنوز التراث الأصيل ونقلها من جيل لآخر.
وخلال الجلسة الأولى للبرنامج الثقافي للاحتفال تحدث الباحث المهندس عبدالله حجار عن خصوصية جمعية العاديات في تشكيل أكبر وأعرق مصدر فيما يخص توثيق التراث بتفاصيله كافة ضمن أرشيف علمي فريد، مشيراً إلى تجربته داخل الجمعية منذ سبعينيات القرن الماضي حيث تطور عملها ضمن أربع مراحل، مقدماً عرضاً شاملاً حول الجمعية منذ انطلاقها عام 1924 حتى عام 2023 والإدارات التي تعاقبت عليها والأنشطة والفعاليات التي عملت عليها وشاركت فيها لحفظ التراث المادي واللامادي، فيما تضمنت الجلسة الثانية محاضرة لعضو الجمعية الدكتور محمد حسن عبد المحسن بعنوان “المواطنة والتآخي في التراث الشعبي الحلبي – هوية وانتماء”.
حضر الحفل مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بحلب أحمد حمزة ومدير الأمانة السورية للتنمية بحلب المهندس جان مغامز ومجلس إدارة الجمعية وحشد من المهتمين.
هذا وتستمر الاحتفالية بإقامة العديد من الأنشطة والفعاليات والندوات الثقافية والمعارض والعروض الفنية في دار الكتب الوطنية ومقر جمعية العاديات ومنارة حلب القديمة.