سياسات فاشلة وغير حكيمة تفضي إلى التوترات والقلاقل السياسية والحروب، هكذا وصف الخبير الاقتصادي الأمريكي المعروف جيفري ساكس سياسة الولايات المتحدة الخارجية ومحاولاتها المستمرة لاحتواء الصين.
ساكس مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا الأمريكية أكد في مقابلة مع صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية أن السياسات الأمريكية تجاه الصين “تجعل مخاطر الحرب تلوح في الأفق”، مشيراً إلى أن “محاولات الولايات المتحدة الدؤوبة احتواء الصين فاشلة لا تؤدي إلا إلى مزيد من التوترات والأزمات الاقتصادية”.
واعتبر ساكس أن “التوترات بين الولايات المتحدة والصين ناجمة بشكل كبير عن القلق الأمريكي من تراجع قوة الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، حيث يتفاعل صناع السياسات والقرار في أمريكا بشكل دفاعي وغالباً بشكل غير حكيم”، مبيناً أن سياسة واشنطن لاحتواء الصين على مدى العقد الأخير “شملت محاولة إنشاء اتفاقيات تجارية مصممة لاستبعاد بكين وزيادة حظر التصدير على المنتجات عالية التقنية والحواجز التجارية أمام صادرات الصين إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية، فضلاً عن زيادة عسكرة بحر الصين الجنوبي والتحالفات العسكرية الجديدة مثل أوكوس، وكل هذه الأساليب فاشلة، وكل ما تفعله هو زيادة التوترات وخفض الرفاهية الاقتصادية وتقسيم الاقتصاد العالمي”.
إلى ذلك رأى دانيال فاغنر الرئيس التنفيذي لشركة كونتري ريسك سلوشنز الاستشارية لإدارة المخاطر عبر الحدود أن “النهج الأمريكي إزاء الصين وطريقة التعامل بأسلوب الحرب الباردة يثير السخرية”، مشيراً إلى أن الصين “عملاق اقتصادي متنوع للغاية مع مزج للقطاعين العام والخاص، وإنها على الرغم من التحديات الاقتصادية والمالية الحالية فإنها لا تزال في قلب التصنيع العالمي الذي يمثل 14 بالمئة من التجارة العالمية، وهي أكبر شريك تجاري لأكثر من 120 دولة”.