افتتح الفنان التشكيلي بدر التل معرضه الفني للعام الثاني على التوالي في المركز الثقافي العربي في بلودان بحضور أهالي المنطقة وزوارها من السائحين خلال الموسم الصيفي.
المعرض الذي ضم نحو 50 لوحة وجاء بالتعاون مع شعبة الزبداني لحزب البعث العربي الاشتراكي استطاع من خلالها التل أن يهندس بريشته ورؤيته العميقة عوالم زمنية ومحطات تاريخية تجعل الزائر تارة يسافر بذاكرة الفلاش باك إلى القرى الريفية القديمة ويسكن في بيوتها البسيطة ويعيش الفصول المتعاقبة عليها، وتارةً أخرى يسافر إلى عوالم المرأة ودورها الاجتماعي الذي تقوم به حالياً.
وبين الفنان التل في تصريح لمراسل سانا أنه اعتمد بلوحاته على عدة مدارس من بينها الانطباعية والتجريدية والسريالية وغيرها، مؤكداً جمالية التنويع وعدم القولبة في إطار محدد، موضحاً أن الفكرة هي من تحدد المدرسة المناسبة لها.
وأكد ضرورة الخروج من دائرة العمر وخاصة في مجالات الإبداع، مبيناً أهمية تنمية بذرة الإبداع لدى جيل الشباب، وحثهم على امتلاك الجرأة للتعبير عن أفكارهم ومواهبهم ومشاركة الآخرين بها.
من جانبها بيّنت مديرة المركز الثقافي في بلودان ميرنا المصري أهمية مواكبة المواهب المتنوعة لدى كل الشرائح العمرية وترجمتها ضمن نشاطات ثقافية وفنية والعمل باستمرار على استقطاب الأطفال، ولهذه الأسباب تم استقبال فرقة مراسم كشاف كنيسة القديس جاورجيوس للمعرض بغية إشراكهم في المجتمع وتشجيعهم على خوض غمار النشاطات الثقافية المنوعة.
بدوره أكدّ أمين شعبة الزبداني لحزب البعث العربي الاشتراكي حمزة عباس أهمية دعم الحركة الثقافية بكل أشكالها، من خلال احتضان المواهب ورعايتها والوقوف إلى جانبها حتى تبصر النور وتصل رسالتها إلى المتلقي بكامل معانيها الوطنية والاجتماعية.
ومن زوار المعرض المرشدة النفسية في ثانوية شفيق جبري ميمر شتيان التي بينت أهمية تنشيط الحركة الثقافية في الريف السوري، في حين تحدث الفنان الغنائي فادي فرحات عن “أهمية المعرض بإثارة حالة تشاركية الفنون من خلال استنباط موضوعات غنائية من اللوحات التشكيلية، وخاصة أن أغلبها مرسومة بشغف نوستالجيا الحنين للماضي الجميل والحياة الريفية المليئة بسمات الحب والخير ودور المرأة المتوازن بين القوة والعاطفة”.
يذكر أن الفنان بدر التل في العقد السابع من العمر، وبدأ نشاطه الفني في عمر مبكر، وشارك في عدة معارض بمئات اللوحات، لكن فقد بعضها نتيجة الحرب الإرهابية التي تعرضت لها البلاد.