يونس خلف
لا يقتصر الأمر على ما صرح به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لا يوجد أي سبب لعدم إقامة علاقات بين تركيا وسوريا، و أنه لا يستبعد احتمال عقد اجتماع مع الرئيس بشار الأسد للمساعدة في استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.بالمقابل ليس جديدا ما قاله الرئيس الأسد وإنما كانت تصريحاته واضحة منذ بداية الأزمة بأن سوريا منفتحة على جميع المبادرات ما دامت تركيا تحترم سيادتها وتسهم في مكافحة الإرهاب.واليوم عندما يقول أردوغان:”لا نية لدى تركيا للتدخل في الشؤون الداخلية السورية”. فإن الانظار تتجه إلى استراتيجية الأقوال بالأفعال .ولعل من مؤشرات الجدية في خطوات قادمة وقريبة ما صرح به أردوغان علنا بالقول : عقدنا لقاءات في الماضي مع الرئيس بشار الأسد، وحتى لقاءات عائلية، ويستحيل أن نقول إن ذلك لن يحدث في المستقبل، بل يمكن أن يحدث مرة أخرى”.لكن ورغم الجهود المتواصلة، لا تزال هناك تحديات كبيرة تعترض طريق التقارب بين البلدين، أهمها التواجد العسكري التركي والذي يعتبر “احتلالاً” للأراضي السورية ولا بد من زواله لتطبيع العلاقات، إضافة إلى انعدام ثقة متبادلة بين البلدين نتيجة سنوات من الصراع والدعم التركي للمجموعات الإرهابية. ولذلك تصريحات إردوغان أثارت مخاوف واستياء لدى هذه المجموعات والفصائل . أولى التحديات التي تواجه تركيا بشأن عقد المصالحة الانسحاب من المناطق التي تحتلها القوات التركية والفصائل العسكرية والمسلحة التابعة لها، ثم إنهاء أيّ دعم تقدمه أنقرة للمعارضة المسلحة وتحديداً في إدلب وريفها. ولذلك كله تبقى مؤشرات التقارب السوري التركي مشروطة بالمخرجات الحقيقية وفي مقدمتها الانسحاب من كل شبر محتل من قبل تركيا ومجموعاتها الإرهابية وإنهاء دعمها للإرهاب وإثبات حسن النوايا بالناتج النهائي المأمول من هذه المصالحة .