تربتها الخصبة ومناخها المناسب جعل قرية الحميرة في منطقة القلمون من أهم القرى التي تحتضن أشجار المشمش في محافظة ريف دمشق، حيث تتوزع على مساحة 178 هكتاراً من إجمالي المساحة المشجرة والبالغة 200 هكتار بعدد أشجار يبلغ 44500 شجرة تروى بالتنقيط عبر شبكات الري الحديث.
رئيس دائرة الزراعة في منطقة النبك المهندس أيمن طباني أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن قرية الحميرة تعد واحة خضراء وسيتم اعتمادها كقرية تنموية على مستوى سورية نظراً لتوفر الشروط اللازمة لذلك فيها، مبيناً أن إجمالي المساحات الزراعية المستثمرة في القرية 209 هكتارات تضم 166 بئراً يتم استثمارها لسقاية المساحات المشجرة.
وأشار إلى أن 99 بالمئة من أشجار المشمش المنتشرة في القرية هي من النوع البذري ذات اللون والطعم المميز المخصص لصناعة قمر الدين والمربيات و10 بالمئة فقط تنتج أصنافاً للمائدة.
ولفت طباني إلى أن تقديرات إنتاج القرية لهذا الموسم تبلغ نحو 500 طن من المشمش و70 طناً من قمر الدين، موضحاً أن الإرهاب الذي أصاب منطقة الغوطة الشرقية دمر معظم أشجار المشمش ما جعل المزارعين هناك يتجهون إلى الحميرة للعمل في صناعة قمر الدين لامتلاكها مساحات واسعة مزروعة بالمشمش، فيما تعاني المنطقة من قلة المعامل التي يمكن أن تستقطب كامل الإنتاج.
وقال طباني: إن القطاع الزراعي في القرية يعاني من انخفاض مستوى المياه الجوفية إضافة لوجود مساحة واسعة غير محددة ومحررة لا تزال مدرجة ضمن خط البادية ويتم العمل على إدراجها حالياً خارج البادية لتسهيل حصول الفلاحين على تراخيص فتح الآبار واستثمار كامل المساحة في الزراعة.
ولفت طباني إلى أن مديرية الزراعة تقدم للفلاحين الشتول من مراكزها المعتمدة في المحافظة، وتخضع زراعة المشمش لبرامج إدارة متكاملة لمكافحة حشرة الكنبودس وحفارات الساق التي تصيب الشجرة كما تقدم المديرية المازوت الزراعي المدعوم للفلاحين.
المجتمع المحلي في الحميرة يؤدي دوراً مهماً في دعم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني عبر تقديم مستلزمات الفلاحين التي من شأنها مساعدتهم لتحسين وتسويق إنتاجهم من المشمش من خلال فتح أسواق جديدة وتسويق المنتج بأسعار مقبولة وتقديم شبكات الري.. هذا ما أشار إليه باسم عثمان ممثل المجتمع المحلي في القرية.
وبين عثمان لمراسلة سانا أنه تم حفر بئر زراعية وتأسيس جمعية مستخدمي المياه تشرف على توزيع المياه على الفلاحين بأسعار مناسبة، ما أثر إيجاباً على زيادة أشجار المشمش إضافة إلى المساعدة في تأسيس معمل لإنتاج قمر الدين يستقطب جزءا من الإنتاج.
ومن معمل قمر الدين في القرية، ذكر نذير حاج أحمد أنه قدم من الغوطة الغربية إلى الحميرة كونها معروفة بإنتاجها للمشمش المخصص لتصنيع قمر الدين في المعمل الذي يقدر إنتاجه لهذا الموسم بنحو مئة طن تقريباً، موضحاً أن المعمل يستقبل يومياً إنتاج الفلاحين طيلة فترة القطاف ويخضع لمراحل عدة قبل تحويله لقمر الدين وصولاً لمرحلة توضيبه ضمن صناديق خشبية ثم تجهيزه للتصدير إلى مصر ودول الخليج.
ومن بساتين المشمش، أكد المزارعون أن المحصول وافر هذا الموسم والقطاف مستمر حتى منتصف شهر تموز إلا أن أسعار المنتج تهاوت خلال هذه الفترة ما أثر سلباً على الفلاح، ولفت أحمد البريدي إلى أن 90 بالمئة من أهالي القرية يعتمدون على زراعة أشجار المشمش، متوقعاً أن يتراوح إنتاجه بين 100 و110 أطنان، فيما أشار المزارع محمود سيف الدين إلى أن لديه 45 دونماً تضم 800 شجرة ويتوقع إنتاج 25 طناً من المشمش أغلبه يذهب لمعامل قمر الدين.
وبحسب طباني تضم القرية 13 ألف رأس من الغنم و600 رأس من الأبقار تعود لـ 120 مربياً، ويتم تقديم الأعلاف المركبة والنخالة والشعير واللقاحات الوقائية بشكل دوري ضمن برامج موضوعة من قبل وزارة الزراعة لكامل الثروة الحيوانية.