للتعبيرية صدى المشاعر في الوجوه
في عالم الفن التشكيلي يجوز للفنان أن يسكب على لوحته كل ما يدور في رؤياه من حكائيه لتبدو كمسرح يضج بالحركة ويتردد صدى هو صوت مشاعر الشخوص ما يدور عليها من دراما , ومن خلال هذا التمهيد نستقرأ لوحات الفنان في معرضه الجديد المقام في صالة الرواق حاليا مابين (4-13 ) الشهر حزيران الجاري , حيث تضمن لوحات حملت نضوجا جديدا يضاف لتجربته .. إذ أنه كان قد أخذ منهجا في تجسيم اللوحة وإعطائها بعدا ثالثا باستخدام سعف أوراق النخيل بعد معالجتها بالألوان ليشكل منها الشخوص ويحجمها لتبدو في لوحاته جزءا بارزا وناطقا بالحيوية ويزاوج النحت مع الرسم ..
وهو في معرضه الجديد يضيف استخدامه للزجاج المكسر ليحجم مشهده ويبرز أبعاده التي تتلألأ تحت الضوء , وعن تجربته يقول ” لقد دخلت هذه التجربة بالصدفة حين حصلت على أوراق شجة النجيل وقشور الجذوع وعالجتها بالمواد و نموذجة بالتكوين التشكيلي ومن ثم ألصقتها لتأخذ حيزا حيويا وكانت الدهشة بالنسبة لي وللمشاهد .. ليبدو أن الفن لا حدود له وقابلا للإبداع دائما …واستخدمت الزجاج لكونه ذو قدرة على عكس الضوء كما يشف الألوان التي تحته ويبرز أعماق اللوحة … “
ونلاحظ أنه يرسم ما يمكن أن يسمى ” البورترية الحديث ” إذ يجسد الخبايا النفسية التي تختزن وراء الوجوه والأجسام .. فيبدو فيها الغرابة إلا أنها تصوير واقعي لحقيقة الشخوص في أحوال متعددة وهي سمة الفن وغايته فالتعبيرية لغة فنية ملحة ..
والفنان يقول ” لقد صادفت التساؤلات حول لغتي الخاصة هذه والحالة التصادمية مع الواقع التي ألح عليها فالأنسان غايتي وأنا لا أجمل ولا اجامل بالتصوير بهذه المصداقية .. “المتجددة دائما وهاجسه في إثارة الأسئلة عن الواقع من خلال نبش خباياه ليطح بصوت صارخ كلمة ” لماذا ” على شفاه المشاهد ..
إن لوحات الفنان تمتلك التكوين والمدخل والحدث وهي قائمة على تجربته , إن الفنان يعتمد إبراز المعالم والخطوط في رسومه , ويظللها بالألوان الغامقة التي تثي الضبابية والأفكار الرمادية والعمق البصري وبالإضافة إلى التحجيم بالسعف الخشبية من شجة النجيل الملونة بالورنيش البني , التحجيم بقطع الزجاج الملصق فوق المشهد بطريقة تشف وتعكس الضوء , يبدو أن الفنان يجترأ التحديث ما بعد الحداثة بالفن التشكيلي .. وهو سمة الفنون التي لا تنضب بالعطاء …
الفنان من سورية
خريجة كلية الفنون الجميلة بدمشق
له باعه بالمعارض والمحلية والعربية
وله مقتنيات في المتاحف والأماكن الخاصة والعامة
اعداد: رجائي صرصر
