لأن الشعر هو أكثر الأجناس الأدبية القادرة على تسجيل الواقع ونقله إلى التاريخ، ولأنه انعكاس لوجدان الشاعر والمجتمع، كان الشهيد من أهم مقومات مواضيع الشعر العربي.
في قصيدة (الشهيد) للشاعر عبد الرحيم المحمود يتقمص شخصية الشهيد ويتحدث باسمه، حيث وصف من خلالها الشرف وحب الأرض والكرامة، فجاءت على موسيقا البحر المتقارب ومنها:
سَأَحمِلُ روحي عَلى راحَتي
وَأَلقي بِها في مَهاوي الرَّدى
فَإِمّا حَياةٌ تَسُرُّ الصَديقَ
وَإِمّا مَماتٌ يَغيظُ العِدى.
وجاءت قصيدة (شكرتك في أجداثها الشهداء) للشاعر أحمد شوقي من مصر لتقدير مكانة الشهداء العظيمة، معبراً عن عاطفته الصادقة من خلال حركات البحر الكامل الموسيقية، فقال:
فرحت بك الأموات والشهداء
وترنمت بثنائك الأحياء
حبست يتامى دمعها وأرامل
لما تنقل في القرى البشراء.
ومن العراق كتبت الشاعرة نازك الملائكة قصيدة (الشهيد) بأسلوب مختلف جمعت من خلاله بين الحداثة والأصالة وعاطفة المرأة الوجدانية، فقالت في وصف لجثمان الشهيد:
رأسه النشوان ألقوه هشيماً
وأراقوا دمه الصافي الكريماً
فوق أجار الطريق.
الشّاعرة آيات ابنة الشهيد علي جرادي اختلفت في التعبير عن استشهاد أبيها وكانت العاطفة قوية جداً في نصها الذي كان صادقاً معبراً جميلاً فيه الموسيقا العذبة والطرح الحنون والحب الكبير، فقالت:
أحببتُ مثلك أن أكون شهيداً
ليظلّ وجهُك هانئاً وسعيداً
وقصدتُ قبرك يا عزيز القلب
أحمل في يديَّ ذخيرةً ووروداً
ومعي سلاحُكَ، كلّما ظنّوه رثَّ
نفختُ فيه لكي يعود جديداً.
أما الشاعر نزار قباني فيرى بأسلوبه السهل الممتنع الشهيد أنه أشرف من مات ومن عاش، فقال:
يا أشرف القتلى على أجفاننا أزهرت
الخطوة الأولى إلى تحريرنا أنت بها بدأت
يا أيها الغارق في دمائه
جميعهم قد كذبوا .. وأنت وقد صدقت.
في الوقت عينه رأى الشاعر محمد مهدي الجواهري أنه من خلال الشهيد يسمو التاريخ ويرتفع، ومن قصيدته:
يوم الشهيد تحية وسلام
بك والنضال تؤرخ الأعوام.