أكد مدير الدائرة الأوروبية الأولى بوزارة الخارجية الروسية أرتيم ستودنيكوف أن العلاقات بين روسيا وفرنسا تمر بأزمة عميقة للغاية أشد من فترة الحرب الباردة.ونقلت وكالة سبوتنيك عن ستودنيكوف قوله في تصريح اليوم: “إن الأزمة بين البلدين ليست مقتصرة على المجال السياسي والاقتصادي وحدهما، بل تتجاوز ذلك لمجالات أخرى مثل الرياضة والتعليم والثقافة، مشدداً على أن مشاركة فرنسا في الصراع في أوكرانيا ستجعلها طرفاً في الحرب، ما سيزيد بشكل كبير من خطر الصدام في ساحة المعركة بين قوتين نوويتين”.وأشار ستودنيكوف إلى أن تلك المشاركة تجعل من الجيش الفرنسي هدفاً مشروعاً لروسيا متسائلاً هل الفرنسيون مستعدون للموت من أجل مصالح النظام الأوكراني، يظهر أن باريس لم تفكر في المسألة بشكل عقلاني.وجاء تعليق ستودنيكوف حول العلاقة الروسية الفرنسية عقب تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد فيها أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لمنع روسيا من كسب الصراع في أوكرانيا، ووفقاً لماكرون أيضاً ناقش زعماء الدول الغربية إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا، ولكن لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء.وفي سياق آخر، أفاد ستودنيكوف بأنه من غير الممكن استئناف العمل بصيغة “2 زائد 2” مع إيطاليا وفرنسا في ظل سياستهما المناهضة لروسيا، منوهاً إلى أن كلاً من فرنسا وإيطاليا أعاقتا جميع الآليات الثنائية الرئيسية للحوار مع روسيا، بما في ذلك مجالس التعاون الأمني على مستوى وزراء الدفاع والخارجية المعروفة باسم صيغة “2 زائد 2”.وتعليقاً على أول محادثة هاتفية بين وزيري الدفاع الروسي والفرنسي أوضح ستودنيكوف أنها جرت بمبادرة من الجانب الفرنسي، وقال: “إن البيان الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية يعكس بشكل صحيح للغاية محتوى هذه المحادثة، بما في ذلك الجزء المتعلق بالهجوم الإرهابي الدموي في قاعة مدينة كروكوس، لكن رد الفعل العصبي الذي لاحظناه في فرنسا يحاول اتهامنا بنشر الأكاذيب، والمعلومات في هذه المحادثة تشهد مرة أخرى على عدم استعداد باريس لحوار هادئ ومحترم معنا”.من جهة ثانية، لفت ستودنيكوف إلى أنه في حال حظر بروكسل لاستيراد اليورانيوم الروسي، فإن السياسة الخضراء الأوروبية سوف تفشل حتماً.وكانت شركة “روساتوم” الحكومية الروسية أعربت عن استيائها من قانون حظر استيراد اليورانيوم المخصب الروسي المعتمد في أمريكا، واصفة القرار بأنه تمييزي وغير تنافسي، ومؤكدة أنه يضر بالسوق العالمي المستدام للسلع والخدمات النووية.
سانا