تمتاز اللوحات والأعمال النحتية صغيرة الحجم بخصوصية لدى أغلب الفنانين التشكيليين، فعبرها يتم تكثيف المواضيع وتختبر التقنيات، وغالباً ما تكون أشبه بـ اسكتشات للوحات والأعمال النحتية الكبيرة، وهي عادة ما تبقى ضمن المجموعة الخاصة للفنان ولا يتم عرضها للاقتناء لما لها من مكانة خاصة عند صانعها.
من هنا تأتي خصوصية معرض ” الأعمال الصغيرة ” المقام حالياً في غاليري عشتار، والذي يشارك فيه 13 فناناً وفنانةً يقدمون عبره 90 عملاً بين لوحات ومنحوتات من الحجم الصغير، تحمل خصوصية تجارب الفنانين وأبحاثهم المتنوعة والغنية فنياً وبصرياً على مستوى الأساليب والتقنيات والمواضيع.
وعن المعرض قال الفنان التشكيلي عصام درويش مدير غاليري عشتار والمشارك في المعرض في تصريح لـ سانا: إن الاحتفاء بالأعمال الصغيرة عبر هذا المعرض هو تذكير بأهميتها ضمن الحضور الدائم للأعمال الكبيرة والمتوسطة الحجم، وهو تقليد درجت عليه غاليري عشتار منذ افتتاحها عام 1987، مبيناً أن أهمية المعرض تنبع من اشتراك عدة أجيال من الفنانين فيه مع فرادة كل تجربة من التجارب المعروضة وقوتها وأهمية حضورها في المشهد التشكيلي السوري.
التشكيلية سراب الصفدي شاركت بـ 10 لوحات بتقنية الزيتي على الخشب بأبعاد درامية ومجاميع بشرية تلعب فيها المرأة دور البطولة، وقالت: “إن المشاركة مع مجموعة من الفنانين ذوي الخبرة ومن تجارب فنية مختلفة هي حالة حوار بناء وتبادل خبرات بيننا ونوع من أنواع التواصل الفعال بين الفنانين والفنانات حول قضايا تهم الحركة الفنية السورية”، لافتة إلى أن اللوحة ذات القياس الصغير لها طابع خاص، فهي سهلة في التعامل ولها سرعة في الإنجاز عند الفنانين وذات قدرة أكبر للوصول إلى عدد واسع من محبي الفن التشكيلي.
والمعرض المستمر حتى الـ 23 من نيسان الجاري شارك فيه كل من الفنانين أمل زيات وإسماعيل نصرة وسامر إسماعيل وعمار الشوا وعبد الله أبو عسلي وموفق مخول ورنيم اللحام وسعد يكن ومصطفى علي وميسر كامل ورانيا معصراني.