معرض استعادي وحفل تأبين للفنانة التشكيلية الراحلة لجينة الأصيل بمكتبة الأسد

أقامت وزارة الثقافة معرضاً استعادياً وحفلاً تأبينياً تكريماً للفنانة التشكيلية الراحلة لجينة الأصيل بحضور العديد من الفنانين التشكيليين والأصدقاء والنخب الثقافية، وذلك بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق.

وتخلل حفل التأبين عرض عدد من لوحات الفنانة الأصيل، بالإضافة إلى تسليط الضوء على مسيرتها الفنية الغنية وعطائها وارتباطها الروحي بالرسم للأطفال وقدرتها على الاهتمام بالعائلة والعمل في آن معاً، بشهادات ألقاها كل من صديقتها الفنانة التشكيلية أسماء فيومي والشاعر والأديب بيان الصفدي وطالبتها بمجال الرسم ريما كوسا وزوجها أمين شيخاني.

وأكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة المشوح في تصريح صحفي أن مسؤولية وزارة الثقافة احتضان الإبداع وتكريم المبدعين في حياتهم وبعد رحيلهم، ولجينة الأصيل فنانة سورية أصيلة أمضت حياتها في العطاء المميز فهي ارتقت بفن الرسم للأطفال، ليصبح موازياً لأي فن تعبيري آخر، وحافظت على تمسكها بدور المرأة كقيمة أساسية في المجتمع وفي الوجود.

من جهته قال مدير مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة الفنان التشكيلي وسيم عبد الحميد: إن الفنانة القديرة لجينة الأصيل تاريخ عريق اقترن اسمها بعالم رسوم الأطفال، وهي فنانة مهمة جداً في الحركة الفنية التشكيلية السورية وبدورنا سنسعى لتقديم معرض استعادي سنوي تخليداً لإنجازاتها.

أما عن علاقة الابنة بوالدتها، فقالت الموسيقية رهف شيخاني: “لجينة هي الشخصية المميزة القاهرة للصعوبات، فهي الأم والمعلم والمثل الأعلى بالحياة والعمل علمتنا مواجهة الأخطاء والتعلم منها، والبحث عن العمل المتقن بعيداً عن الاستسهال والسرعة”.

يذكر أن الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل ولدت في مدينة دمشق عام 1946 وحازت إجازة اتصالات بصرية وعمارة داخلية من كلية الفنون الجميلة عام 1969، وإلى يوم وفاتها عملت في الرسوم والإشراف الفني بمجلات وكتب الأطفال السورية والعربية، كما عملت على تدريس رسوم كتب الأطفال والعمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة، واعتمدت خبيرة فنية لكتب الأطفال في وزارة الثقافة، وقدمت عبر سنوات عمرها عشرات المحاضرات في مجال تخصصها، وأشرفت على ورشات عمل عديدة برسوم كتب الأطفال في سورية وإيطاليا والكويت والإمارات وتونس ولبنان لتتجه إلى تدريب الفنانين من المحترفين والهواة في مجال رسم أدب الأطفال.

ويحمل الإنتاج الفني للأصيل صفة الغزارة والتنوع من لوحاتها التي تناهز الـ 200 والمقتناة من قبل المتاحف أو بشكل فردي، وتصميم العديد من الحملات الإعلانية والديكورات والشخصيات المسرحية وعرائس للأطفال والرسوم لعشرة أفلام كرتون ونصوص، ورسوم 26 حلقة تلفزيونية للأطفال والعديد من نصوص السيناريوهات لمجلات الأطفال، وتصميم ورسم أكثر من 70 كتاباً للأطفال صدرت عن دور نشر سورية وعربية.

وحصلت الأصيل على جوائز وتكريمات، منها الجائزة الأولى لتصميم ملصق جداري لمهرجان السينما العربية في مدينة فاميك بفرنسا، وميدالية المجلس العربي للطفولة والتنمية في القاهرة لتصميم شخصية كرتونية للطفل العربي، وميدالية المسابقة الدولية لرسوم كتب الأطفال في اليابان، وجائزة أفضل كتاب للأطفال في معرض بيروت الدولي للكتاب، كما كرمتها وزارة الثقافة في سورية مرتين متتاليتين في مجال كتاب وصحافة الطفل وكفنانة تشكيلية.