دمار وخراب كبير يعم مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث حول الاحتلال الإسرائيلي المنازل إلى أكوام من الحجارة.. جميع الأحياء تلاشت معالمها وباتت ركاماً تنتشر منه رائحة الموت، هذه حال المخيم جراء عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع منذ أكثر من ستة أشهر كما يصفها بكر العواودة لمراسل سانا.ويقول العواودة: “دمر الاحتلال كامل الأحياء الشرقية في المخيم والتي كانت تضم آلاف المنازل، جرافاته دفنت الشهداء تحت أنقاض المنازل ولم تسمح قواته للطواقم الطبية بانتشالهم لدفنهم، آلياته العسكرية فتحت شوارع واسعة في قلب المخيم بعد أن هدمت المنازل، كما جرفت مساحات زراعية شاسعة واقتلعت أشجار الزيتون والحمضيات”.وعلى مقربة من الحجارة التي كانت منزل العواودة يجلس محمود أبو حلو على حطام منزله متحدثاً بحسرة: “لم نعرف معالم المخيم.. حتى حدود منزلي تعرفت عليها بصعوبة جراء الدمار.. في هذا المكان الذي يقع في محيط منطقة المدارس شرق المخيم كانت هناك جثامين لثلاثة شهداء بينهم فتاة ملقاة على الأرض نهشتها الكلاب الضالة إذ بقيت لفترة طويلة ولم يسمح الاحتلال بانتشالها.. لا غذاء ولا مياه ولا كهرباء ولا اتصالات.. القصف طال المدارس والعيادات والمراكز الطبية أيضاً، فالاحتلال دمر البنية التحتية في المخيم بالكامل فضلاً عن أن أحداً لا يستطيع الحركة هنا فطائرات الاحتلال المسيرة تستهدف كل من يتحرك في المخيم”.ولم يكتف الاحتلال بنشر الخراب في المخيم، بل دمر جميع المناطق الواقعة شرقه وحولها إلى كومة أنقاض دفن معها ذكريات اللاجئين الفلسطينيين في المخيم والتي يزيد عمرها على 70 عاماً كما يقول اللاجئ فيصل النباهين الذي أوضح أن الاحتلال دمر أكثر من 2000 منزل شرق المخيم في منطقة تمتد من جحر الديك شمالاً حتى مخيم المغازي جنوباً.محمد أبو مراحيل يروي مأساة أهالي جحر الديك بالقول: “المنطقة كانت غنية بالموارد الطبيعية وتعد سلة غذاء لوسط القطاع لكن الاحتلال دمرها.. أكثر من 60 بناء سكنياً متعدد الطوابق سويت بالأرض، ولم يعد هناك منازل صالحة للسكن في المنطقة، الاحتلال ارتكب فظائع أباد فيها عائلات بأكملها.. حالنا كحال كل مناطق القطاع، والسؤال متى سيتحرك ضمير الإنسانية لوقف حرب الإبادة.
سانا