تشهد حملة تشارك بالخير التي أطلقت مع بداية شهر رمضان المبارك مبادرات غنية ومتنوعة تكرس ثقافة العمل التطوعي وقيم المحبة والعطاء لدى الشباب السوري الذي يواصل عمله بإعداد وجبات الطعام في أكثر من مكان لتوزيعها على الأسر المستحقة لتخفيف العبء عنها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وفي تصريح لسانا الشبابية، بينت مسؤولة فريق “هيل – سيريا” غالية الزين أن أكثر من 240 متطوعاً من طلبة الجامعات باختصاصات مختلفة يعملون بالفريق كخلية نحل بهمة ونشاط بالتعاون مع مطبخ الخير في جمعية كفرسوسة لإعداد وجبات الإفطار والسحور وتوزيعها على الأسر المحتاجة في عدد من أحياء دمشق.
وأشارت الزين إلى أن الفريق اكتسب خبرة جيدة في العمل الإنساني على مدى السنوات الماضية ويقوم بتدريب المتطوعين الجدد الراغبين بالعمل ضمن هذا الإطار، لافتة إلى أن المتطوعين يقومون بإعداد الطعام وتبريده وسكبه وتوضيبه وتوزيعه على الأسر المحتاجة بعد التواصل مع مخاتير الأحياء ورجال الدين.
ولفتت إلى أن الفريق استهدف عدداً من أحياء دمشق، وبلدتي “ميدعة ويلدا” ودار الرعاية الاجتماعية ودار الأيتام والمكفوفين، والأسر المسجلة في الجمعية، وذلك لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل هذه الاسر.
وقالت الزين: “إن الفريق يتلقى الدعم من جمعية كفرسوسة ومن أصحاب الأيادي البيضاء إضافة إلى مساهمة عدد من أعضاء الفريق الذين يقدمون المساعدات المادية والعينية لإنجاح العمل وإنجاز الوجبات المطلوبة”، مضيفة: إن عمل الفريق لا يقتصر على تقديم المساعدة في شهر رمضان فقط بل يسهم في إجراء عدد من العمليات الجراحية للمحتاجين خلال العام، حيث ساعد بإجراء أكثر من 1500 عملية جراحية.
وأشارت الزين إلى أن الهدف من هذا العمل التشاركي الجماعي تعزيز ثقافة التطوع وتنشيطها كونها أثبتت فاعليتها على مدى السنوات الماضية.
من جهته المشرف على الطبخ في الجمعية المتطوع محمد سقعان قال: “أعمل للسنة الثانية على التوالي في الإشراف على الطبخ والتوزيع وتنسيق جداول المستحقين”.
الشيف منار الزعبي العامل بهذا المجال منذ أكثر من 25 عاماً قال: “تطوعت هذا العام بالفريق لإعداد مختلف أصناف الطعام، وذلك بدافع إنساني وللحفاظ على العادات والتقاليد ولا سيما سكبة رمضان التي تحمل في طابعها مدلولات كثيرة أهمها الإحساس بالآخر والكرم الذي تتميز به الأسرة السورية”.
كنان نور الدين مدير مطبخ بيت الخير لفت إلى أنه يعمل بالجمعية منذ عام 1997 ومع المتطوعين الشباب وأعضاء الجمعية منذ أربع سنوات في الصالة والمطبخ، مشيراً إلى الإقبال الكبير على التطوع بالعمل نتيجة الوعي والإحساس بالمسؤولية من جيل الشباب، ما أدى إلى التوسع بالعمل وأماكن التوزيع وشريحة المستفيدين.
وأشار نور الدين إلى أن عمل الجمعية لا يقتصر على إعداد وجبات الطعام للأسر المحتاجة فقط بل يتعداه إلى إعداد وجبات إفطار صائم لغير المسجلين في الجمعية، حيث يتم توزيع الطعام عبر بطاقات توزع من الجمعية على الأشخاص ليتم دعمهم بشكل يومي.
بدورهم الشباب مجد جلاد وليث الحفار من طلاب كلية طب الأسنان أشاروا إلى أنهم تطوعوا للعمل مع الفريق بهدف تعزيز وتكريس ثقافة العمل التطوعي في المجتمع والتشجيع عليه بين جيل الشباب ولا سيما في ظل الظروف الراهنة، لافتين إلى أنهم يقومون بتوزيع الطعام على المستحقين.
فيما أعربت الشابة سيما كلاس الطالبة في كلية الهندسة الطبية إلى أنها تشعر بالسعادة والفرح عندما تتشارك مع زملائها في إعداد وجبات الطعام بكل محبة وتعاون لإدخال الفرح والبهجة إلى نفوس الأسر المحتاجة.
الطالبة زينة اختريني من كلية الصيدلة أكدت أهمية العمل التطوعي لمساعدة الأسر التي تعاني ظروفاً معيشية صعبة، فيما رأى الشاب راتب سيف من كلية الهندسة الميكانيكية أن التجربة جيدة ولا سيما عندما يعمل الفريق بروح واحدة وهدف واحد لإيصال الطعام بجودة عالية إلى مستحقيه.