(ولادة قيصر) رواية سردية جديدة للأديب غاندي سكيف

تتمحور رواية ولادة قيصر لمؤلفها الأديب غاندي سكيف حول شخصية قيصر التي تشكل العمود الفقري للرواية، فتبدأ بعرض للبيئة التي ينشأ فيها، بدءاً من صرخة الولادة وبراءة الوجه الطفولي الذي امتزجت فيه براءة الأهل ونقاؤهم، مروراً بوصف مملكته التي يتربع على عرشها رمزي والده.

تتوالى الأحداث في الرواية التي راجعها الدكتور جودت إبراهيم لتهاجر الأسرة إلى الولايات المتحدة الأميركية هرباً من الظروف التي فرضتها الحرب الظالمة التي شنت على سورية في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.

وهناك في الغربة تتغير الظروف المحيطة بالطفل لأسباب موضوعية تتعلق باختلاف البيئة، وذاتية تتعلق بالتطورات التي طرأت على أسرته، والتي أدت إلى انتقال قيصر للعيش في جمهورية جورجيا برفقة السيدة (فيرا) التي تبنته بعد وفاة أمه في حادثة دراماتيكية، فيتابع تعليمه في جورجيا.

ويعود قيصر إلى الولايات المتحدة ليتابع تحصيله العلمي في جامعة هارفارد، ويحصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية، وتدور الأحداث مؤثرةً ومتأثرة بطريقة شيقة تجاري التوقعات في بعضها وتخالفها في بعضها الآخر.

الشخصيات في الرواية منها ما هو واقعي كشخصية الدكتور جودت، ومنها ما هو متخيل، وهي جميعها منسجمة مع معطياتها مندمجة في محيطها تسهم في تشكيل الخط الدرامي والصعود به إلى الذروة المبتغاة ثم إلى ذروة جديدة وهكذا دواليك.

ورأى الشاعر جهاد الأحمدية مدير دار الجهاد للطباعة والنشر الذي نشر الرواية أن ولادة قيصر رواية سردية تعتمد التصوير المشهدي، وتتخذ من الأماكن الواقعية مسارح لها وترصد تحركات شخصياتها المأخوذة من الواقع حيناً ومن ملكات الخيال أحياناً أخرى، وتكشف عن المنابع التي تستقي منها تلك الشخصيات كينونتها والتي تؤثر إلى حد كبير في الأبعاد التي تصير إليها وتشكل صيرورتها.

وبين الأحمدية أن تسلسل الأحداث لا يبتعد كثيراً عن المتوقع المبني على منطقية التحول الطبيعي لتلك الأحداث دون الغوص كثيراً في الأبعاد الفلسفية للشخصيات.

وعلى الرغم من عفوية الأحداث وواقعية بعض الشخصيات استطاع الكاتب أن يمتلك أدواته الفنية التي ساعدته في صياغة انسيابية جذابة لما فيها من التشويق غير المفتعل.

وحسب الأحمدية، فشخصية قيصر محورية في الرواية، إلا أنها لا تتفرد بدور البطولة التي تتوزع على مختلف العناصر المكونة لها مع الانحياز بشكل لافت إلى الشخصية الرئيسة (قيصر)، فالشخصيات الثانوية والأحداث والأماكن والبيئة الدرامية جميعها تلعب دور البطولة بشكل أو بآخر.