“بذرة خير تعطي بيادر محبة، وليس هناك أعظم من الأم والمعلمة لزرع المحبة وقطف ثمارها من أولادها وطلابها في المستقبل”، بهذه العبارة وصفت المعلمة بثينة شلغين دورها كأم إلى جانب عملها في مهنة التدريس في عدد من مدارس محافظة السويداء.
شلغين مدرسة مادة اللغة العربية كانت الأب والأم لأبنائها بعد وفاة زوجها منذ سبع سنوات، ولم يكن أداء رسالتها أماً ومعلمةً بالأمر السهل بعد إصابتها بمرض السرطان الذي واجهته بعزيمة وإرادة حتى وصلت للشفاء دون أن يتأثر عطاؤها لأبنائها ولطلابها، وتولت إضافة إلى مهام التدريس مهام إدارية وتدريب المعلمين الوكلاء المثبتين، فضلاً عن نشاطها في العمل الأهلي، حيث كانت المنسقة لمبادرتي “شعرك ذهب” لدعم مرضى السرطان، و “إيد بإيد” لدعم متضرري الزلزال، وأسست مؤسسة مرساة الخير التعليمية التنموية في السويداء، وتطوعت لتدريس ذوي الشهداء والأيتام في دار الرعاية الاجتماعية.
وكرمت المعلمة شلغين التي تشغل حالياً أمانة سر التعليم الأساسي في مجمع شهبا التربوي على مستوى وزارة التربية في مسابقة “حلوة يا مدرستي”، وعلى مستوى مديرية التربية ونقابة المعلمين والمجتمع الأهلي لأكثر من مرة، تقديراً لعطائها ونجاحها بمواكبة تلاميذها وأبنائها، حيث يدرس ابنها في كلية الحقوق حالياً ، وابنتها من المتميزين دراسياً في المرحلة الثانوية.
وبين خمس مدارس بمنطقة شهبا وعلى مدار 33 عاماً من التدريس تركت المعلمة هدى خداج أثراً متميزاً وبصمة نجاح رغم ظروفها العائلية المتمثلة بوجود إعاقة لدى أحد أبنائها وما يتطلب من متابعة ورعاية خاصة، إلا أنها واصلت العمل والعطاء لطلابها مع الاهتمام بباقي أبنائها، حيث تخرج أحدهم من كلية الطب البشري وتدرس ابنتها في كلية الصيدلة.
ما حققته المعلمة خداج من تميز كرمت عليه في العديد من المناسبات كمعلمة وأم ومتطوعة في دورات محو الأمية، إضافة إلى تكريمها شاعرة وأديبة، وقامت مؤخراً بمشاركة زوجها بتأسيس مشروع مكتبة للدراسة والمطالعة.
وجسدت المعلمة نوال حسن أبو عجرم دورها أماً ومعلمةً بأبلغ معاني العطاء على مدار أكثر من ربع قرن جمعت فيه بين التدريس والإدارة في عدد من مدارس السويداء، موضحة أنها صمدت خلال سنوات الحرب كغيرها من النساء السوريات، وكانت الإصابات التي تعرض لها زوجها خلال مشاركته رفاق السلاح في الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب دافعاً لها للمزيد من العطاء لتؤدي دورها في تربية أبنائها ورعاية أسرتها وتقديم واجبها تجاه طلابها، ليكونوا حماة الوطن بعلمهم وعملهم مستقبلاً.
وللعمل التطوعي نصيب في إنجازات المعلمة أبو عجرم، حيث تشارك دون مقابل في تدريب النساء المعيلات لأسرهن على أعمال يدوية لتنفيذ مشروعات صغيرة، وتطمح إلى تأسيس مركز للنساء المتقاعدات يضم أركاناً للمطالعة والأعمال اليدوية.
الأم والمعلمة هما عماد المجتمع، هذا ما ترتكز عليه في العمل مدرسة اللغة العربية عبير منصور أبو كرم التي درست بعدد من مدارس السويداء ودمشق، وأصبحت مدربة مناهج، كما تطوعت لتقديم دروس مجانية للطلاب المحتاجين، وما حققته من تميز تكلل أيضاً بالعطاء كأم قدمت للمجتمع ابنة صيدلانية وابناً مهندس معلوماتية، مؤكدة أن فرحة نجاح الطلاب بالنسبة لها ولكل معلم ومعلمة تماثل فرحة نجاح أبنائهم، فهم جميعاً ثمرة ما زرعوه في نفوسهم وعقولهم من بذور الأخلاق والعلم.
ولا تخلو حياة المعلمة فاتن الحجار من مشقات وصعوبات تجاوزتها بالصبر والإيمان والإرادة بعد وفاة زوجها، فكانت الأم والأب لخمسة أبناء يدرسون في الجامعات والمدارس، وكرمت بشهادات من نقابة المعلمين تقديراً لدورها معلمةً معطاءةً وأماً مثاليةً ، إلى جانب عملها التطوعي في تقديم لوحات جدارية وتعليمية للمدارس التي درست بها، مؤكدة أن سعادتها تكمن عندما تصنع شيئاً جميلاً في هذه الظروف الصعبة، سواء لأبنائها أو لطلابها لإكسابهم المهارات الفنية وصقل مواهب المتميزين منهم.