تشهد ساحة المدينة القديمة في طرطوس إقبالاً جيداً وحركةً نشطةً خلال شهر رمضان المبارك، وسط طقوس رمضانية وعادات اجتماعية متنوعة شكلت جزءاً من الموروث الشعبي للمدينة.
الساحة القديمة التي تقع قبالة الكورنيش البحري وبالقرب من مسجد العمري ويطل عليها فندق قديم، ينتشر فيها بائعو المشروبات الرمضانية مثل العرقسوس والتمر الهندي والخرنوب والجزر، وتتوزع على أطرافها محال بيع الحلويات والمأكولات الشعبية.
وذكرت مديرة المدينة القديمة المهندسة ريم عكرة لمراسلة سانا أن الساحة من معالم المدينة القديمة التي تتجلى فيها كل عام طقوس وعادات رمضانية متنوعة، مثل المسحراتي، وينشط خلال الشهر الكريم رواد المقاهي الشعبية بعد الإفطار، ناهيك عن الحركة التجارية التي تتعلق بشراء الطعام والشراب.
المسحراتي باسم مجذوب “أبو محمد” 49 عاماً يجول في شوارع المدينة وأزقتها وسط أجواء هادئة، منذ الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل حتى الساعة الثالثة والنصف، ليوقظ الأهالي بصوته وطبلته مردداً نداءاته وأدعيته الخاصة بالشهر الكريم ” يا نايم وحد الدايم.. قوموا على سحوركم.. إجا رمضان يزوركم”.
ويتابع شحادة حسون “أبو بدر” 57 عاماً مهنته التي ورثها عن والده منذ ما يقارب نصف قرن لإعداد شراب الخرنوب ، مشيراً إلى أن هذه المهنة تشكل له ولأفراد عائلته مصدراً للرزق، ويزداد الطلب عليه أكثر في شهر الخير نظراً لفوائده الصحية.
بينما سمير الشاحوط الملقب “أبو يوسف” والذي يصنع حلويات القطايف بالمدينة ذكر أن هذه الحرفة ورثها عن والده، وهي أكلة رمضانية بامتياز، ويقبل عليها الأهالي من مختلف أنحاء المحافظة، ويخف الطلب عليها في أواخر الشهر، حيث يتجه اهتمامهم إلى حلويات العيد.
وفي ركن آخر من الساحة القديمة يبيع إياد الطه منذ أكثر من 45 عاماً العديد من المأكولات الشعبية مثل الحمص والفول، بينما يتجول عبد القادر خلوف في الساحة ليبيع المشروبات الرمضانية مثل “التمر الهندي والعرقسوس والجلاب”.
غسان عصعوص عضو لجنة حي، لفت إلى أن بهجة شهر رمضان حاضرة لا تغيب عن المدينة التي تعج بالحركة منذ الساعة الثالثة ظهراً حتى موعد الإفطار، مشيراً إلى أن المقاهي مازالت تشكل مقصداً للأهالي بعد الإفطار لقضاء أوقات ممتعة.