خسرت الحركة التشكيلية في سورية الفنان التشكيلي عبد القادر عزوز أحد رواد الفن التشكيلي الذين قدموا تجارب متفردة معاصرة أضافت إلى الحياة التشكيلية أساليب جديدة من حيث الموضوعات والابتكار.
واستوحى الفنان عزوز وهو من مواليد حمص عام 1947 موضوعاته من وحي بيئة مدينته بأزقتها وحاراتها وعماراتها القديمة، مبرزاً في لوحاته التي شارك فيها بعشرات المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج وطنه لمسات من الحنين إلى الماضي بأصالته ونقيه.
وآثر عزوز الذي اقتنت أعماله وزارة الثقافة والمتحف الوطني بدمشق استخدام الألوان الترابية في لوحاته رغم ضجيجها بألوان أخرى، ليعبر من خلال تناغمها عن ارتباطه بالمكان والزمان في آن معاً.
وانتهج الفنان الراحل الأسلوب الواقعي فالتعبيري وصولاً إلى التجريد الذي نلتمسه في أعماله التي برز فيها عنصر التضاد كالرجل والأنثى والخير والشر والحب والنفور وغيرها من التعابير الإنسانية التي وظفها في لوحاته، مقدماً تجربة تشكيلية جديدة.
درس الراحل عزوز في مركز صبحي شعيب للفنون التشكيلية بحمص، وتخرج من قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بدمشق، ثم عمل مدرساً لمادة التربية الفنية في معاهد الفنون بحمص.
وأعرب زملاء الفنان التشكيلي عزوز عن حزنهم لفقد قامة فنية تشكيلية مهمة، حيث اعتبر رئيس فرع حمص لاتحاد الفنانين التشكيليين إميل فرحة أن الفنان عزوز على مدى ستين عاماً من العطاء الجميل كان بمثابة مدرسة في الفن التشكيلي، حيث ستظل أعماله شاهدة على عظمة ما قدمه من صدق ووفاء لفنه المتفرد الذي ستدرسه الأجيال القادمة.
ووصف الفنان التشكيلي منيف كنوزي صديقه الراحل بأنه كان كريم الخلق والطباع وفناناً كبيراً ومتميزاً بفنه الجميل أخلص لمدينته، وكان شغله وجع البؤساء والكادحين، كما اهتم بالطبيعة كثيراً.
وأعربت نائب رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية لينا ديب عن حزنها لرحيل الفنان عزوز ووصفته بأنه فنان مبدع واستثنائي، بفضل ما راكمه من إبداعات وتجارب تشكيلية، جسدت التزاماته الإبداعية تجاه مشروعه الفني الذي شرع في تشييده منذ سنوات كثيرة من الإنتاج، والذي قام بالأساس على استنطاق الذاكرة المكتنزة بالموروث الشعبي الجميل.