بالجهد والمثابرة تمكن محمد هشام شهاب من الانتقال بمشروعه متناهي الصغر الخاص بزراعة الفطر في منطقة القطيفة بريف دمشق، ليصبح الأول على مستوى المحافظة من حيث المساحة والإنتاج والنوعية.
وقال شهاب في تصريح لمراسلة سانا: إنه أسس المشروع عام 2004 في غرفة صغيرة، وبعد فترة وجيزة توسع ليصبح أربع غرف كبيرة، وبالعمل والمتابعة بات الأول على مستوى المحافظة من حيث المساحة والإنتاج، واستطاع بمساعدة ودعم دائرة الزراعة في القطيفة امتلاك الخبرة الكافية لتصنيع الخلطات الخاصة بزراعة الفطر (كمبوست)، وتوزيعها لباقي المزارعين، ومكافحة الأمراض، بما ساعد على التوسع بهذه الزراعة على مستوى المنطقة.
وأشار شهاب إلى أن الفطر نبات يختلف عن غيره لأنه يزرع في تربة تصنع لتكون غنية بالبروتين والسللوز، وتتكون من (قش القمح وزرق الدواجن والجبس الزراعي)، حيث تخلط وتترك لمدة 15 يوماً لتكوين المواد التي يحتاجها النبات للنمو، بعدها تبدأ مرحلة التخمير والبسترة، وبعد سبعة أيام تتحول إلى (كمبوست) وهو السماد المخصص للفطر، ثم يخضع لمرحلة التحضين الأولى، وفي مرحلة التحضين الثانية يتم فرش التربة ضمن الغرف على الرفوف الخاصة، بسماكة تتراوح بين 4 و5 سنتيمترات، وبعد 15 يوماً أخرى تتشكل رؤوس الفطر الصغيرة، وخلال فترة أسبوع تنضج ويصل الفطر إلى الحجم المناسب للقطاف والتسويق.
ووفق شهاب، تنتج التربة التي تحضر نحو خمسة أفواج، والمتر المربع ينتج وسطياً 25 كيلوغراماً من الفطر، بعدها يتم غسل وتعقيم الغرفة لوضع خلطة جديدة، موضحاً أن الغرفة تتسع لنحو 250 متراً مربعاً ، لكن لا يمكن زراعة سوى 75 متراً مربعاً لعدم توافر الكهرباء، وتتم الاستعانة بالمولدات لسد النقص.
وقال: إن التربة التي تخرج بعد إنتاج كامل الأفواج تحول إلى تورب، وتقدم للمشاتل ونباتات الزينة والخضراوات، مضيفاً : إن كامل الإنتاج يسوق، وهناك طلب للفطر وأسعاره تتناسب مع التكلفة ومع هامش ربح جيد.
أيهم الحاج أحمد، أحد المساهمين في مشروع إنتاج الفطر بالقطيفة أوضح من جهته أن إنتاج الفطر يحتاج إلى بيئة وظروف جوية تناسب الإنتاج، مثل التهوية والرطوبة ودرجات الحرارة، مشيراً إلى أن درجة حرارة الجو في المرحلة الأولى تصل إلى 25 درجة مئوية، بينما تبلغ درجة حرارة التربة 22 درجة، ولتنشيط النمو والإثمار يتم خفض درجة حرارة الجو إلى 17 درجة مئوية، والتربة إلى 22 درجة، وتتراوح درجة الرطوبة الحاضنة للتربة بين 90 و95 درجة، بينما تحدد نسبة الرطوبة الخاصة بالإنتاج بـ 85 درجة، وتحتاج إلى متابعة مستمرة وصولاً إلى إنتاج مميز.
ومن أهم سلالات الفطر في المنطقة (أ 15) و(أ 18) و(ب 12)، وكل سلالة لها درجة حرارة معينة، لكن من أجود السلالات هي (أ 15) لأنها محبة للحرارة وذات إنتاجية عالية، بحسب أحمد الذي اعتبر أن عدم توافر الأبواق والتورب المستورد والقش في مرحلة تحضير التربة والأدوية يشكل صعوبة للمزارع.
رئيس دائرة الزراعة في منطقة القطيفة، الدكتور عثمان كحيل رأى في تصريح لـ سانا أن الأزمة التي مرت على سورية حفزت المزارعين على البحث عن مشاريع زراعية متناهية الصغر، تحقق لهم قيمة مضافة وهامش ربح لتحسين معيشتهم، مثل زراعة الفطر وإنتاج الخلطات العلفية.
وأضاف كحيل: إن الفطر كان من أهم المشاريع التي انتشرت، حيث بدأت به سيدات ريفيات من المنازل، وكان يزرع ضمن أكياس نايلون وأقفاص صغيرة، ثم انتقل إلى مراحل جديدة وتوسع واكتسب شهرة بإنتاجه، وبفضل الإرشاد الزراعي والتوعية المستمرة وصل بعض المشاريع الصغيرة إلى منشأة كبيرة غطت إنتاجها المنطقة وأسواق دمشق.
وأكد كحيل أن دائرة الزراعة حريصة على تقديم الدعم اللازم للتوسع بمثل هذه المشاريع، لافتاً إلى وجود مخابر في وزارة الزراعة تنتج أبواقاً فطريةً تباع بأسعار رمزية لمزارعي الفطر.