معرض لحرفة “نفخ الزجاج التقليدي” احتفالاً بإدراجها على قائمة الصون العاجل للتراث الإنساني باليونيسكو

احتفالاً بإدراج عنصر “نفخ الزجاج التقليدي” على قائمة الصون العاجل للتراث الإنساني في منظمة اليونيسكو، نظمت وزارة الثقافة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية معرضاً لحرفة الزجاج المنفوخ ضم منتجات متنوعة للزجاج المنفوخ والحرف التقليدية المرتبطة به، وذلك في خان أسعد باشا بدمشق القديمة.

وتضمنت الاحتفالية عرض فيلم تعريفي عن عنصر الزجاج المنفوخ التقليدي، باعتباره من العناصر الثقافية السورية التي تتمتع بجمال التكوين وعراقة الصنعة، والفيلم من الوثائق التي قدمت بملف ترشيح العنصر لليونيسكو، كما تم عرض كلمة ممثل سورية عضو مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية فارس كلاس لحظة إدراج العنصر في اليونيسكو.

كما تم تكريم الحرفيين أحمد محمود حلاق، ومحمد محمود حلاق، تقديراً لدورهما وجهودهما في صون هذا العنصر الثقافي الأصيل، وتم تقديم فقرة لعنصر مسرح خيال الظل المسجل على قائمة الصون العاجل باليونيسكو عام 2018، تحدثت عن تسجيل عنصر نفخ الزجاج تقليدياً عبر شخصيتي كراكوز وعيواظ التراثيتين بأسلوبهما المشوق والممتع.

وقالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في كلمة خلال الاحتفالية “أواخر عام 2023 سجل سادس عنصر ثقافي سوري على قوائم اليونيسكو، والثاني على قوائم الصون العاجل، وهذا حدث له أهمية لصون الزجاج المنفوخ يدوياً، والذي بات مهددا بخطر الاندثار، حيث كان عدد ورش صناعته 14 ورشة، 3 ورش فقط في دمشق، حيث دمر الإرهاب كل الورش النشطة وتحديداً في حلب وإدلب ولا سيما بمدينة أرمناز”.

وتابعت الوزيرة مشوح: ” في عام 2014 توفي شيخ الحرفة محمد نزار القزاز وأغلقت ورشته بالتكية السليمانية، ولم يبق سوى ورشتي الأخوين أحمد ومحمد حلاق اللذين نعول على حسهما الوطني وحرصهما في الحفاظ على هذا العنصر الثقافي الأصيل، من خلال تدريب وتأهيل جيل جديد من الحرفيين الشباب للإبقاء على هذه الحرفة حية ومستمرة”.

وأوضحت الوزيرة مشوح أن التزامات الصون، ودعم الممارسين وضمان نقل العنصر للأجيال الشابة والترويج له وتطويره هي مسؤولية الجميع، ولا بد من التعاون مع كل الجهات المعنية العامة والأهلية والخاصة لصونه وحمايته والنظر في الصعوبات الجوهرية التي تهدده، والبحث عن الحلول غير التقليدية لتذليل كل الصعوبات.

بدوره قال الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية شادي الألشي: إن تسجيل عنصر نفخ الزجاج جاء بتعاون مثمر بين المجتمع ومؤسساته، بالإضافة إلى دور وزارة الثقافة الحاضن لجميع المهتمين بالتراث وجهودها الكبيرة التي تقوم بها، مضيفاً: “إن تسجيل العناصر الستة على قوائم اليونيسكو تعبير عن تمسكنا بهويتنا الثقافية، وإننا كمؤسسة تنموية منظورنا في مجال التراث الثقافي اللامادي يتمثل بالمنعكسات الجوهرية والمهمة لتحقيق التنمية إلى جانب الموروث الثقافي والفكري الذي يعزز حماية الهوية السورية”.

وأضاف الألشي: “عملنا خلال الفترة الماضية على العديد من المواقع الأثرية، منها التكية السليمانية، وبيت خالد العظم، وقصر أمير محمل الحج الشامي عبد الرحمن باشا اليوسف بدمشق، وأسواق حلب القديمة، ومدينة طرطوس القديمة، وقريباً أسواق حمص القديمة، وكان عملنا كمؤسسة في هذه المواقع من خلال مسارين، إعادة الترميم وتهيئة البيئة الداعمة للأفراد لاستعادة نشاطهم وممارساتهم وعاداتهم وتقاليدهم، حيث تسعى الأمانة مع جميع الجهات الرسمية والأهلية ليكون التراث الثقافي اللامادي السوري العنوان الدائم لعملهم”.

يذكر أن منظمة اليونيسكو أدرجت في الـ 5 من كانون الأول عنصر نفخ الزجاج التقليدي على قائمة التراث الثقافي اللامادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، خلال اجتماع الدورة الثامنة عشرة للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي اللامادي في بوتسوانا.

وكانت فرق من وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية بمشاركة الحرفيين حاملي عنصر نفخ الزجاج التقليدي عملت على رصد هذا العنصر الثقافي السوري ومعاينته، وتوصيف التحديات التي تواجهه، وتوثيقه لتجهيز الملف الخاص الذي تم تقديمه لمنظمة اليونيسكو التي عملت على تقييم، واعتماد خطة الصون الوطنية له، والتي تهدف لإعادة إحياء الحرفة وتطويرها كإحدى الصناعات الإبداعية السورية.

حضر الاحتفالية جهات رسمية وأهلية وثقافية وإعلامية.