يحاول من تبقى من عائلتي النجاة من قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مخيم المغازي وسط قطاع غزة.. شهداء وجرحى ودمار هائل في أزقة المخيم التي حولها الاحتلال إلى كومة من الركام.. الدخان الأسود يغطي سماء المخيم.. الاحتلال ينشر الخراب والدمار في كل أرجاء القطاع”، بهذه الكلمات يصف أسامة أبو سنيدة ما يحدث في المخيم الذي أغلق الاحتلال جميع مداخله بهدف استكمال تنفيذ المجزرة بحق أهله.ويقول أبو سنيدة لمراسل سانا: عشرات الشهداء والجرحى ما زالوا في أزقة المخيم.. طائرات الاحتلال المسيرة تقتل كل من يتحرك.. قذائف الفوسفور الأبيض المحرم دولياً أدت لاشتعال النيران في محطة للوقود وعدد من المحال التجارية، ولا توجد إمكانية لإطفاء الحرائق التي يسببها القصف ما يزيد عدد الضحايا.. ما يحدث مجزرة حقيقية.. لا تستطيع سيارات الإطفاء والإسعاف ولا الطواقم الطبية الدخول إلى المخيم منذ ثلاثة أيام.. ومن كان جريحاً استشهد لعدم قدرته على الخروج من المخيم إلى المستشفيات.ويتابع: الاحتلال قصف كل مداخل مخيم المغازي وقطع الطرقات بعد إطلاق عشرات الصواريخ والقذائف التي تركت حفراً عميقة فيها تمنع مرور سيارات الإسعاف والعربات عبرها بهدف فصل المخيم بشكل كامل عن محيطه.من جانبه يروي محمد الحميدي فظائع الاحتلال التي تحدث داخل المخيم قائلاً: لا تتوقف القذائف والصواريخ عن السقوط على منازل المخيم التي في أغلبها عبارة عن بيوت مسقوفة بألواح حديدية رقيقة، تتطاير على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ بفعل القصف العنيف.. المخيم تحول إلى كتلة لهب مشتعلة بفعل قصف الاحتلال الإسرائيلي.وأشار الحميدي إلى أن الاحتلال سوى بالأرض جميع المنازل والمدارس في الجهة الشرقية والجنوبية من المخيم التي يوجد تحت أنقاضها عشرات الشهداء لا يمكن الوصول إليهم، وحتى مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا لم تسلم من القصف، لافتاً إلى أن الجوع والعطش أيضا يقتلان الأطفال والنساء مع إحكام الاحتلال حصاره للمخيم من جميع الجهات، محذرا من كارثة إنسانية إذا واصل الاحتلال منع دخول سيارات الإسعاف والمواد الغذائية إلى المخيم.محمد أبو هميسة يؤكد أن دبابات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة جنوب مخيم البريج المحاذي لمخيم المغازي قطعت الطريق الواصل بينهما، وأطلقت القذائف على عدد من الفلسطينيين حاولوا الدخول إلى مخيم البريج، ما أدى لاستشهادهم على الفور.وبالتزامن مع الجرائم والفظائع التي يرتكبها في مخيم المغازي يواصل طيران الاحتلال ومدفعيته تدمير المنازل والمنشآت في مخيمات البريج والنصيرات وسط القطاع، حيث دمرت معظم الأبراج السكنية في مخيم النصيرات ما أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، والتي تتعرض هي الأخرى لقصف إسرائيلي متواصل يسفر عن مزيد من الشهداء والجرحى.
سانا