يسلط كتاب الموجة الجديدة في الشعر السوري للشاعرة رولا حسن الضوء على عدد من الشاعرات السوريات اللواتي لم يأخذن نصيبهن على الساحة الأدبية ويمتلكن قدرات مختلفة على التعبير عن الواقع والمواجهة.
وأشارت حسن في كتابها إلى أن الشعر حالياً في اتجاهه نحو المستقبل ويمتلك القدرة على مساءلة الحضور الذي يعني مساءلة الهوية والإمكانات التي قد نتصورها لنشكل حلم المستقبل.
ورأت حسن أن الحركة الشعرية أضافت إلى ما كانت عليه وقائع أخرى في الوطن العربي وصحف ومواقع مستقلة قد تكون غير رسمية لكنها أضافت للواقع ما هو إيجابي ولا سيما أن روادها شباب يمتلكون مواهب متنوعة وقادرة على التحول إلى القادم.
وبينت حسن أن الكتاب يتطرق لمجموعة من الشاعرات السوريات اللواتي لم يأخذن حقهن، لأن المرأة السورية نالت نصيبها في الواقع الحالي من العويل والصراخ والفقد والخسارات ودفعت ثمن الحرب الإرهابية التي هددت كيانها ووجودها وتركتها وحيدة تواجه حياة لا تحتمل بعد أن فقدت الأب والصديق والزوج والابن.
المرأة بحسب كتاب حسن لم يكن أمامها إلا توثيق ما حدث عبر مشاعرها التي التقطت من خلالها ما حصل في الحرب ورصدت التغيرات التي طرأت على محيطها وعلى حياتها وانكبت على عوالمها الداخلية تتابع التغيرات بدقة فرصدتها في الكتابة التي وثق الكتاب كثيراً منها.
ولفتت الشاعرة حسن إلى أن الشاعرات اللواتي وثقت لعدد منهن كتبن بحرية ومواجهة صادقة ووقفن في وجه العراء والخراب والوجع وبصوت جهوري.
وفي تعريفه بالكتاب أوضح الشاعر والفنان أحمد اسكندر سليمان أن المجموعة الموثقة فيها نصوص ورؤى شاعرات يمثلن الموجة العالية من الجمال والصخب الذي يعرف طريقه إلى قلب العالم وتمثل موجة جديدة من الشعر السوري الخالص.
ولفتت الشاعرة حسن إلى أن كثيراً مما وثق بالكتاب ترجم إلى لغات عالمية متعددة، وهذا يصل بصوت المرأة الشاعرة إلى كل البيئات الإنسانية والاجتماعية على مختلف أنواعها ولا سيما أنه يمتلك واقعاً حقيقياً وشعراً جديراً بالتقدير.
يذكر أن الكتاب من منشورات دار كنعان للطباعة والنشر يقع في 197 صفحة من القطع الكبير، لمؤلفته عدد من المنشورات الشعرية منها شتاءات قصيرة وحسرة الظل ونصف قمر وفي عينيك تمر غابة وكتب مترجمة وأخرى نقدية وغيرها، وتنشر في الصحافة المحلية والعربية.