وجدت الروائية جيهان مصطفى أن الرواية عالم خصب وفضاء رحب للتعبير عن أفكارها، فطغى مخزونها المعرفي وتأثرها بالفكر الفلسفي والروحي على نتاجها الأدبي ككل، كما أن تجربتها الواعدة أثمرت نتاجين أدبيين الأول بعنوان “خبأته في قلبي رؤيا”، والثاني ديوان شعري قيد الطباعة بعنوان “العروج الأخير”.
الروائية مصطفى 30 عاماً من سكان مدينة صافيتا، حاصلة على إجازة في اللغة العربية، أوضحت في حديثها لسانا أنها تكتب مختلف فنون الأدب من شعر وقصة وخاطرة في مواضيع متنوعة عن الطبيعة والحب والوطن، مبينة أن ميولها للفكر الفلسفي ظهر في المرحلة الجامعية بالتحديد “فلسفة الجمال”، كما اطلعت على الفلسفات القديمة وأعجبت بالفلسفة اليونانية، وتأثرت بفكر فلاسفتها ونظرتهم للحياة والكون وظهر هذا التأثر جلياً في روايتها التي صدرت مؤخراً.
وعن أهمية المطالعة أكدت مصطفى أنها تعتبر بالنسبة لها سفينة تبحر عبرها لتتعرف أكثر على ثقافات مختلف البلدان وتغتني بأفكارها، أما القراءة والكتابة فتربطها علاقة وطيدة بهما، حيث إن القراءة تزودها بالكلمات المعبرة المناسبة والخبرة الكافية للتعبير عن أفكارها.
ولفتت مصطفى إلى أنها تأثرت بكل كتاب وفكر يدعو للجمال والخير والفضيلة والإنسانية سواء في الأدب العالمي أو العربي، إضافة إلى تأثرها بالأسلوب الفكري العميق للعديد من الأدباء والشعراء ومنهم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي وباولو كويلو ودوستيفسكي.
موهبة مصطفى الأدبية ظهرت في عمر الثامنة حيث أشارت الى أن قراءاتها آنذاك كانت مقتصرة على المنهاج الدراسي وقصص الأطفال، مبينة أنها كتبت أول قصيدة وذلك نتيجة تأثرها بجمال منظر طبيعي لغروبٍ الشمس عندها تدفقت كلماتها لتروي عطشها للتعبير عما يجول بداخلها من إعجاب لتجليات الجمال التي أبدعها الخالق، ولتبدأ بعدها بتنمية هذه الموهبة.
اتسمت كتابات مصطفى بأسلوب السهل الممتنع مع حرصها الدائم على استخدام الصور الموحية والتراكيب القوية، ونالت دعم والدها الذي آمن بموهبتها وقدم مختلف أنواع التشجيع لها، وساهم بإغناء فكرها وصقل موهبتها وترسيخ مجموعة من القيم والمبادئ في داخلها في سن مبكرة والتي أصبحت فيما بعد منهجاً وطريقاً تتبعه في حياتها في الواقع وعلى الورق.
وتشارك مصطفى بالعديد من الفعاليات الثقافية التي تقام في المراكز الثقافية بالمحافظة، ولها أيضاً عدة مشاركات في الزوايا الأدبية بالصحف المحلية وفي مواقع ثقافية متنوعة، كما حصدت عدة جوائز بالمرحلة الثانوية من خلال المسابقات التي يقيمها اتحاد شبيبة الثورة.
ودعت مصطفى جيل الشباب للمضي قدماً نحو أحلامهم وطموحاتهم، فالحلم ولا سيما عندما يصبح حقيقة هو من يعطي الحياة القيمة والجدوى ويجب أن يسعى كل إنسان إلى إيجاد ذاته الحقيقية في أي مجال كان، وأن يؤمن بأنه بالتصميم قادر على تحقيق المستحيل.