معاناة الإنسان في زمن الحرب ضمن المعرض الفردي الأول للتشكيلي مجد سوسو

طرح الفنان التشكيلي الشاب مجد سوسو تجربته الفنية للجمهور في معرضه الفردي الأول، ليظهر عمق البحث الفني الذي يشتغل عليه فكرياً وبصرياً، محاولاً رصد أبعاد معاناة الروح الإنسانية في زمن الحرب.

المعرض الذي يستضيفه المركز الوطني للفنون البصرية ضم 19 لوحة أغلبها بقياسين، هما 80-100 و90-120، وعملاً واحداً بقياس 120-300، وبتقنية مواد طبيعية مختلفة على قماش، وبأسلوب تعبيري نحا باتجاه التجريد مع تكريس الرمزية عبر بعض العناصر ذات الدلالات الفكرية والفلسفية في تأويل مدلولات الأعمال مع تقشف لوني لصالح مساحات واسعة ضمن اللوحة للون الأبيض والتضاد مع اللون الأسود.

وعن المعرض قال الفنان مجد في تصريح لمراسل سانا: إن الطرح البصري يجب أن يكون قوياً ليتمكن من حمل قوة الفكرة التي أريد طرحها لتحكي قصة الحرب بأبعادها النفسية والشعورية على الإنسان، مبيناً أن الفن هنا يتجاوز تصوير المأساة الظاهرة ليستكشف عمق الانطباعات الشخصية للأفراد الذين عايشوا سنوات الحرب.

خريج قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة أوضح أن لوحاته تتسم بالبساطة التي تحمل في طياتها أكثر مما تظهر عبر اعتمادها على عناصر رمزية تعكس حالات النفس البشرية خلال فترات الحرب مثل الكرسي .. الإنسان.. السلم.. الظل.. وعناصر أخرى، ولكل منها دلالته الفكرية الخاصة.

ويشرح مجد أن الكرسي في لوحته يحمل فكرة الاستقرار والراحة اللذين افتقدهما الناس في زمن الحرب، لافتاً إلى أن الإنسان هو العنصر الجوهري والهدف في أعماله، لذلك يظهر مكسوراً ومثقلاً في حالة تعبيرية عن التأثير الكبير لتجارب الحرب على الفرد.

وابتعد الفنان الشاب عن تصوير الأمل على هيئة نور أو لون، معتمداً الظل كطرح مغاير يظهر بشكل مبتكر عبر حجب ضوء الغروب ليبقى الظل قوياً وغامضاً، في إشارة إلى استمرار الأمل بالثبات المطلق الذي أراده وعدم اندثاره على حد تعبيره.

ويرى الفنان مجد أن لوحاته ليست مجرد تصوير للواقع بل محاولة لفهم وتجسيد الروح الإنسانية في زمن الحرب والمحن، مبيناً أن بحثه الفني سيستمر في السياق ذاته في المرحلة القادمة للوصول إلى نتائج فنية مرضية له وللجمهور.