رابطة وادي النضارة للثقافة والفنون تؤلف بين شعراء وأدباء أجمل المناطق التاريخية والسياحية السورية

في منطقة وادي النضارة بريف حمص حيث تلاقى التاريخ مع الجمال والحضارة برز مئات الشعراء والأدباء الذين تغنوا بجمال طبيعة قراهم ووثقوا بكلماتهم وتراكيبهم كل مناسبة اجتماعية ووطنية فكانت أشعارهم ومنتوجاتهم الأدبية ذاكرة حفظت تراث الأجداد لتتناقلها الأجيال تحت جناحي رابطة أرادت أن تحتضنهم وترعى منتجهم الثقافي وهي رابطة وادي النضارة للثقافة والفنون.

وأوضح مؤسس الرابطة الأستاذ في كلية الآداب بجامعة البعث الدكتور جودت إبراهيم في حديث لمراسلة سانا أن فكرة تأسيس الرابطة لمعت في ذهنه حين وجد في وادي النضارة وفي ريفه أن المرء يعبر عن الحب بالأغاني والأشعار وحين استمع إلى أغاني الميجانا والعتابا والمعنى والزجل وإلى قصائد البرنامج الاذاعي “كرم وعناقيد” خلال ثمانينات القرن الماضي فأخذ يكتب عنه ويبحث فيه خلال دراسته وتدريسه في الجامعة ومن خلال تنقله بين قرى الوادي ليوثق كل تفصيل بشأن هذا الأدب الحافل بالموروث الاجتماعي من حكايات شعبية وغيرها.

ولفت إلى أن الرابطة التي تأسست منذ نحو عام تهدف الى تعميق الوعي الثقافي لدى أبناء الوادي وتوسيع دائرة التعاون بين الأدباء والمفكرين والباحثين والأكاديميين والمثقفين والمبدعين ومع المراكز الثقافية المنتشرة في المنطقة لما يجمع بينها من أهداف ثقافية مشتركة وإحياء التراث الوطني في العلوم والآداب والفنون وتطويرها وإغنائها.

وأضاف: إن الرابطة تعمل على تنمية وتعميق الوعي الوطني في المجتمع من خلال تشجيع واكتشاف المواهب الأدبية والفنية، بما يساعد على نشر الثقافة في منطقة الوادي وتيسير وتسهيل سبل الثقافة الشعبية على أنواعها وتنويع أساليبها وتوسيع نطاقها وشمولها.

وحول مشروع موسوعة الشعر الشعبي في وادي النضارة الذي يعتبر أبرز مشاريع الرابطة اعتبر إبراهيم أن الأدب الشعبي مكون أساسي من مكونات ثقافة الأمم ومظهر من مظاهر سلوكها وجزء أساس من ذاكرتها في الماضي والحاضر واستمراره ضروري ودعمه واجب وطني وأخلاقي، ووداي النضارة غني بهذا النوع من الأدب وشعرائه، وعددهم بالعشرات تميزوا بتعلقهم بشعر الزجل بأنواعه من عتابا وميجانا وقرادي وغيره فقرضوه بالفطرة وانتشر في قراهم من خلال المناسبات والمهرجانات التي كانت تستضيف شعراء زجل من مختلف المحافظات والدول الشقيقة كلبنان.

ولفت إلى أن الموسوعة توثق الشعر الشعبي في الوادي وتجارب هؤلاء الشعراء الغنية جدا والناجحة في تحريك الناس في المجتمع والتعبير عن مشاعرهم ومناسباتهم وقضاياهم وأثمرت تلك التجارب عن خلق جيل جديد من الشعراء والأدباء طوروا تجاربهم لتتحول إلى نوع آخر من الأدب كالقصة والرواية والمسرحية.

وعن أغراض وموضوعات الأدب الشعبي في وادي النضارة، شرح ابراهيم أن هذا الأدب يشترك مع الأدب العربي الفصيح في أغراض الشعر من مدح وهجاء وغزل وغيرها وفضلاً عن ذلك فهو يخلد شهداء الوادي الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن كما تغنى بقرى الوادي السياحية ومناطقه الأثرية التاريخية التي تجذب السياح كقلعة الحصن ودير مارجرجس ومرمريتا والحواش وغيرها.