أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن أسفه لإعلان انتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة في جميع أنحاء سورية في كانون الثاني القادم، مبيناً أن نقص التمويل والتشديد المالي من الجهات المانحة الرئيسية للبرنامج أجبراه على إنهاء عمله في سورية.
وأوضح البرنامج في بيان اليوم أنه سيواصل دعم الأسر المتضررة من حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء البلاد من خلال تدخلات طارئة أصغر وموجهة أكثر، ومساعدة الأطفال دون سن الخامسة والأمهات الحوامل والمرضعات من خلال برامج التغذية، والأطفال في المدارس ومراكز التعلم من خلال برنامج الوجبات المدرسية، والأسر الزراعية المدرجة في برنامج دعم سبل العيش، إضافة إلى مواصلة التدخلات لدعم تعافي النظم الغذائية المحلية، مثل إعادة تأهيل أنظمة الري والمخابز.
وقال برنامج الأغذية العالمي: على مدى 12 عاماً من الحرب والأزمات، وقفنا إلى جانب الشعب السوري في مواجهة انعدام الأمن الغذائي، وتم إنفاق مليارات الدولارات وتسليم ملايين الأطنان من المواد الغذائية إلى ملايين الأسر، وعلى الرغم من أن الأمن الغذائي أصبح الآن أدنى من أي وقت مضى ورغم الانخفاض التدريجي في حجم الحصص الغذائية وقيمة القسائم الإلكترونية، إلا أن البرنامج غير قادر على مواصلة تقديم الغذاء بمستوياته السابقة في خضم أزمة تمويل تاريخية خانقة سيكون لها عواقب لا توصف على ملايين الأشخاص.
وأشار البرنامج إلى أن عوامل كمستوى الاحتياجات الإنسانية غير المسبوق حول العالم، والتحديات الاقتصادية العالمية، والتشديد المالي من جانب الجهات المانحة الرئيسية أدت إلى عدم قدرة هذه الجهات على تقديم نفس المستوى من الدعم لسورية، موضحاً أنه وبسبب اعتماده بالكامل على المنح الطوعية فإن أزمة التمويل الحالية تجبره على تقليص مساعداته المنقذة للحياة على مستوى العالم في وقت وصل فيه الجوع الحاد إلى مستويات قياسية.
وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن امتنانه العميق لشركائه المتعاونين في سورية لتعاونهم المستمر في دعم الأسر الأكثر ضعفاً، لافتا إلى أنه لسنوات عديدة دفعت الأزمات المتتالية انعدام الأمن الغذائي في سورية إلى مستويات غير مسبوقة، وأنه سيواصل جهوده في حشد الدعم للشعب السوري، من خلال جمع الأموال ونشر الوعي في المجتمع الدولي.
وكان رئيس اللجنة العليا للإغاثة وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أبدى خلال لقائه الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سورية كينيث كروسلي عدم الارتياح لإعلان البرنامج إنهاء عمله في سورية دون تنسيق مسبق، بما يظهر انحرافاً لمسار البرنامج باتجاه التسييس لبرامج المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب السوري، وانضمامه بذلك للأطراف التي تعمل على ممارسة الضغط على الشعب السوري، مؤكداً تحفظه على إيقاف المساعدات الغذائية عن غالبية المستحقين في ظل زيادة أعداد المحتاجين إليها.