أقامت مؤسسة القدس الدولية-سورية والسفارة الفلسطينية بدمشق والاتحاد الوطني لطلبة سورية وفصائل المقاومة الفلسطينية واللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني اليوم، ندوة بعنوان “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وقالت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية على هامش الندوة: “إن ما جرى لسورية وفلسطين هو يجري للعرب ليس فقط لأننا سوريون أو لأنهم فلسطينيون بل لأنهم عرب، وأن مصيرنا مشترك ومن يقف مع سورية وفلسطين يقف مع نفسه، والدور قادم على الجميع لأن خطط الصهيونية السيطرة على هذه المنطقة، وليس تهجير الشعب الفلسطيني فقط إنما محو الثقافة العربية والتاريخ العربي واستبدالهما بثقافة صهيونية”، مضيفة: “منذ أكثر من خمسين عاماً يقولون نريد ولايات متحدة إسرائيلية في الشرق الأوسط كالولايات المتحدة، ولذلك من واجب كل العرب تجاه أنفسهم أن يكونوا صفاً واحداً مع فلسطين، وأن يحاولوا دعم الفلسطينيين وسورية بكل ما يستطيعون”.
وأوضحت الدكتورة شعبان “نحن في مفصل تاريخي مهم، وعلينا أن نغير الأدوات والآليات كما غيرت المقاومة أدواتها وآلياتها بما ينسجم مع ما كشفت عنه هذه الظروف في الوقت الراهن، وأقصد بذلك أن القضية الفلسطينية لم تعد قضية عربية إسلامية فقط، هي قضية عالمية، ونحن نعلم أن الكثير من العرب والمسلمين غير قادرين على دعم هذه القضية، فلا يملكون القرار المستقل لدعم هذه القضية، كما لم يملكوا القرار المستقل لدعم سورية”.
وتابعت الدكتورة شعبان: دول كثيرة في العالم من أمريكا اللاتينية إلى آسيا إلى أفريقيا تنادت لدعم قضية فلسطين، ويجب أن نتوجه توجها آخر لخلق جبهة عالمية من أجل فلسطين.. ونعلم أنه يوجد مخاض من أجل نظام عالمي ويمكن أن تكون القضية الفلسطينية جزءاً منه وعاملاً مساعداً له، ولا بد من تغيير أولوياتنا وسرديتنا بالنسبة للعالم.
وذكرت الدكتورة شعبان.. نحن نعلم أن الغرب لا يمثل إلا مجموعة من الطغاة الذين يدعمون من يقوم بحرب إبادة وتطهير عرقي.. لا توجد اليوم أسرة دولية بالمعنى الحقيقي للكلمة.
ودعت الدكتورة شعبان إلى التركيز على الإعلام، وعلى التفكير حول التوجهات الجديدة.. ليس عيباً أن نتعلم من أعدائنا فهم لديهم آليات عمل وحركة مرنة جداً يستطيعون من خلالها أن يخاطبوا العالم وأن يغيروا وأن يجذبوا الدعم لهم رغم كل مجازرهم ورغم كل حروبهم.
ورأت الدكتورة شعبان أننا بحاجة أولاً إلى وقفة فكرية وسياسية نقرر بها أين نحن وإلى أين نتجه وكيف، كأصدقاء للقضية الفلسطينية ومعنيين كمقاومة، وقد يكون هناك من لا يستطيع رؤية أنه مستهدف، لا يمكن أن نريه ذلك.
وقدم سفير دولة فلسطين بدمشق الدكتور سمير الرفاعي عرضاً عما يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة من قتل وتدمير وتهجير، مؤكداً أن ما يجري هو حلقة من المشروع الصهيوني في المنطقة وعملية طوفان الأقصى ليست السبب إنما استخدمها هذا الكيان لاستكمال مشروعه في فلسطين المحتلة الذي لا يستثني أي بقعة من الأرض ولا أحداً، داعياً إلى الوحدة الوطنية لكونها الطريق الوحيد للصمود والانتصار.
بدوره رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور، أشار إلى أن إقامة فعالية لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بدمشق لها أكثر من معنى، وخصوصاً أن سورية وشعبها كانت حاضنة للقضية وقدمت الكثير من الشهداء من أجلها على طريق فلسطين، لافتاً إلى أن ما يجري في قطاع غزة المحاصر جعل التضامن مع الشعب يظهر يومياً في الساحات العالمية وليس يوماً واحداً بالسنة.
من جهته لفت عضو مكتب اللجنة المركزية ومسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر الطاهر إلى ضرورة التنبه لمحاولات خلق شرخ بين دول وقوى محور المقاومة، ومواجهتها وكشفها، لأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض وعودة الحقوق، موجها التحية إلى دول ومحور المقاومة وكل الأحرار والشرفاء بالعالم الذين يقفون مع القضية الفلسطينية.
وأكد مدير عام مؤسسة القدس الدولية -سورية الدكتور خلف المفتاح أهمية إقامة الفعاليات التي تؤكد التضامن والتأييد مع الشعب الفلسطيني الذي يقاوم من أجل حقوقه الوطنية وقهر العدو الصهيوني، وأنه ليس وحده إنما معه كل الأحرار من العرب والمسلمين، ومن العالم، منوهاً بالحضور والمشاركة الواسعة في الندوة لنصرة القضية الفلسطينية.
حضر المحاضرة رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني الدكتور صابر فلحوط، وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية بدمشق، ومن قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية وفعاليات ثقافية واجتماعية ودينية.