أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب عمليات إعدام ميداني بحق الفلسطينيين خلال مداهمة منازلهم في قطاع غزة، مشدداً على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع منذ 75 يوماً.وأوضح المرصد في بيان اليوم أنه تلقى شهادات صادمة عن مداهمة قوات الاحتلال مساء أمس منزلاً تقطنه 4 عائلات فلسطينية وسط مدينة غزة وإطلاقها الرصاص مباشرة على الشبان والرجال داخل المنزل، ما أدى لاستشهاد 15 منهم وإصابة آخرين إصابات خطيرة، إضافة لقيامها بتجميع النساء والأطفال في إحدى الغرف ثم إلقائها عدداً من القذائف عليهم، ما أدى إلى إصابات بينهم وقيامها باعتقال مسن من المنزل لا يزال مصيره مجهولاً.وأشار المرصد إلى أن عدداً من السيدات المصابات من ضمن نحو 50 سيدة وطفلاً تحاصرهم قوات الاحتلال في المنزل، بينهن حالات تعاني من جروح خطيرة وبتر في الأطراف وجهوا مناشدات للجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل التنسيق لنقلهم من المكان لإنقاذ حياتهم دون أن يتلقوا أي استجابة.ونقل المرصد عن إيمان العشي من داخل المنزل المحاصر قولها: نزحت مع عدد من أفراد أسرتي إلى منزل في بناء العودة بمدينة غزة، وداهمت قوات الاحتلال البناء مساء أمس، واحتجزت أكثر من 15 شاباً وأجبرتهم على خلع ملابسهم وأطلقت الرصاص عليهم وأعدمتهم أمامنا، منهم زوجي ووالدي وإخوتي، ثم احتجزونا نحن السيدات والأطفال في غرفة وأطلقوا القذائف تجاهنا.وأضافت: عددنا حالياً 50 سيدة وطفلاً وقوات الاحتلال تحاصر البناء، وأنا أصبت ومعي طفلة رضيعة عملها 9 أشهر وطفلي 6 سنوات مصاب أيضاً، وأخي ووالدتي وشقيقتي وبناتها مصابون، وابنة عمي وزوجته بترت أيديهما ومعنا طفلة مصابة تعاني من كسر في الحوض.وأكد المرصد أنه تلقى شهادات متكررة عن فظائع تقترفها قوات الاحتلال في المناطق التي تتوغل فيها بما فيها تصفيات جسدية وإعدامات ميدانية، مبيناً أن الشهادات تكشف أن قوات الاحتلال تداهم المنازل بعد تفجير أبوابها ثم تقوم بإطلاق رصاص كثيف داخلها لقتل من فيها، كما تقوم بالتنكيل بالنساء والأطفال.
وأشار المرصد إلى أن قوات الاحتلال المتمركزة في الآليات العسكرية أو الأبنية المرتفعة مستمرة في عمليات القنص ضد الفلسطينيين سواء داخل منازلهم أو خلال محاولتهم التحرك في مناطق سكنهم، مبيناً أنه وثق قيامها بعمليات قتل طالت العشرات من أهالي القطاع في الشوارع والمنازل برصاص القناصة أو بالاستهداف بقذائف المدفعية، وأجساد الشهداء لا تزال ملقاة في الشوارع وتمر أيام دون أن يتمكن أحد من الاقتراب منهم وانتشالهم.ولفت المرصد إلى أن عمليات القتل والإعدام الميداني هي واحدة من الانتهاكات الفظيعة التي تمارسها قوات الاحتلال في القطاع، والتي تشمل عمليات النهب والترويع والاعتقال التعسفي والتعذيب والتدمير الواسع، مطالباً اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها وتلبية المناشدات التي تصلها لإجلاء الجرحى والضحايا من المناطق التي تتوغل فيها قوات الاحتلال.وشدد المرصد على ضرورة فتح تحقيق دولي عاجل في الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال في القطاع، مؤكداً أن وقف العدوان هو المطلب الأساسي الذي يجب أن يتحرك المجتمع الدولي من أجل تحقيقه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من جريمة الإبادة الجماعية التي تستهدف 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة على مرأى من العالم بأسره ووسط حالة من الصمت والعجز الذي سيبقى وصمة عار في جبين الإنسانية.
سانا