يونس خلف
ليس هناك ثمة خلاف على ان صمت المجتمع الدولي تجاه الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين الابرياء في غزة والموقف السلبي من المنظمات والهيئات المعنية يبدو أخطر من واقسى من المجازر نفسها لأنه يشجع الاحتلال على المضي في ارتكاب الجرائم، كونه يعرف أن أحداً لن يسأله، ولن يحاسبه أحد عن هذه الجرائم ولا أحد يعاقب أو حتى كلمة واحدة في بيان لهذه المؤسسات النائمة . الصمت هو المشكلة الأساسية، واليوم الشعب الفلسطيني يدفع ضريبة هذا الصمت الدولي الذي يشكل غطاء لقوات الاحتلال ويشجعها على مواصلة “جرائم الحرب. والنظر بصمت لوحشية إسرائيل يعني ضوءاً أخضر لها. نفس الخطورة تكمن في موقف بعض الذين يعملون في الإعلام العربي وكأنهم من كوكب آخر ولا يقتصر الأمر على تخليهم عن عروبتهم وعن القضية الفلسطينية وإنما حتى عن الضمير المهني ويخضعون للسمع والطاعة لمن يأمرهم ولحسابات معينة .تغيب في تغطيتهم الإعلامية كلمات ( استشهاد ) ( القضية الفلسطينية ) ( الإبادة الجماعية ) ( حرب المستشفيات ) . وأكثر من ذلك بعض الإعلام العربي ترك أو تجاهل نضالاً دام 75 عاما من القضية الفلسطينية وراح يتحدث عن وجود مأساة واشتباكات دامية وأن الضحية هم الأبرياء من المدنيين من الطرفين .! لكن السؤال: لماذا هذا الصمت وما الحل لمواجهته .؟ لعل أولى الأسباب التي تقف وراء ذلك غياب الخطاب الإعلامي العربي الموحد المتعلق بالقضية الفلسطينية ، ما يجعل الحرب الدعائية الإسرائيلية مؤثرو وتتسع دائرة انتشارها هو ذلك المجتمع الدولي الأعمى الذي يتبنى الرواية الإسرائيلية العنصرية الصهيونية ، ولذلك تبدو الحاجة اليوم إلى دور الإعلام العربي في إيصال الحقيقة وصناعة الرأي العام والتأثير به وإرباك الإعلام المضاد . والحل الأمثل هو بوجود استراتيجية إعلامية عربية موحدة والتفكير بخلية أزمات عربية تقوم بعملية الرصد لتوجيه رسائل إعلامية و التحدث بلغات مختلفة لايصال الرسائل بكافة أشكالها إلى دول العالم وكذلك منصات تواصل اجتماعي عربية من أصحاب الخبرة والكفاءة وتعزيز دور المؤثرين الحقيقيين ، لكن حقيقة الأمر أن ذلك سيظل صعبا إن لم يكن الإعلام العربي على قلب رجل واحد.