أكد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير حسام الدين آلا ضرورة تعزيز التضامن والتعاون العربي المشترك لمواجهة تحديات الحروب والأزمات والتعامل معها بشكل منسق، مشيراً إلى جهود سورية للتعامل مع مفرزات الحرب العدوانية عليها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والتدابير القسرية الأحادية المفروضة عليها.
وجدد السفير آلا في بيان ألقاه خلال الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، موقف سورية الداعي إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومعالجة تداعياته الخطيرة، وإيصال المساعدات الإغاثية بشكل فوري ومستدام إلى داخل القطاع.
وقال السفير آلا: “نجتمع اليوم في ظل مأساة إنسانية غير مسبوقة يكابدها الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر على قطاع غزة، وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي بدعم غربي منذ 74 يوماً على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وخارجه، والتي خلفت دماراً واسعاً وجعلت أكثر من مليوني فلسطيني ضحايا دوامة قتل متواصل تمارسه آلة الحرب الإسرائيلية التي تستمر بارتكاب مجازر وجرائم تجاوزت في وحشيتها مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف: إنه “من المثير للاستنكار أن يستمر العدوان الإسرائيلي، في ظل شراكة وحماية كاملة من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، وإفشال قدرة ما يسمى المجتمع الدولي على التصدي للمجازر والانتهاكات الجسيمة والممنهجة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والتي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي، وعلى محاسبة المسؤولين عنها، بسبب نفاق الدول الغربية التي تدعي الحرص على القيم والحقوق الإنسانية، في الوقت الذي تجاوز فيه سلوكها خلال العدوان على غزة مستوى المعايير المزدوجة، ليؤكد تبنيها معياراً واحداً يتمثل في دعم كيان الاحتلال الإسرائيلي المطلق وإطلاق يده في القتل المتعمد للمدنيين”.
وتابع السفير آلا: “تجدد سورية التأكيد على أولوية الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومعالجة تداعياته الإنسانية الخطيرة عبر إيصال المساعدات الإغاثية بشكل فوري ومستدام إلى داخل القطاع، وبكميات كافية تمكن من الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة للسكان، وعلى أهمية تمكين الشعب الفلسطيني من الصمود على أرضه وإفشال الخطط الإسرائيلية لتهجيره القسري وتصفية القضية الفلسطينية”.
وبين أن سورية “تشدد على أن العدوان الإسرائيلي والمأساة الإنسانية في قطاع غزة هو جزء من مأساة أكبر يتعين ألا تغيب عن أذهاننا، هي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولبقية الأراضي العربية المحتلة، فالاحتلال هو جوهر المشكلة، وما يجري في غزة على بشاعته ووحشيته هو أحد مفرزات هذا الاحتلال الذي يتعين مواجهته بشكل جماعي وفاعل”.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية أن “اجتماعنا في ظل تطورات إقليمية ودولية متسارعة يستوجب تعزيز التضامن والتعاون العربي المشترك لمواجهة التحديات والتعامل معها بشكل منسق، فالحروب والأزمات التي أشعلتها دوائر معروفة، وتحديات الإرهاب والاحتلال والتدابير القسرية الأحادية التي واجهت العديد من دول المنطقة، ومنها سورية، وما رافقها من كوارث طبيعية ونتائج سلبية للتغير المناخي والجفاف، تركت تبعاتها السلبية على مختلف مناحي الحياة، وساهمت في تراجع مؤشرات التنمية المستدامة وتزايد الاحتياجات الإنسانية فيها، وعكست مسار سنوات من التقدم المحرز في تحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً”.
وبين أنه “على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والتدابير القسرية الأحادية المفروضة عليها، تبذل الجمهورية العربية السورية جهوداً كبيرةً وفق الإمكانات المتاحة في التعامل مع مفرزات الحرب العدوانية عليها، من إرهاب واحتلال أمريكي وتركي لأجزاء من أراضيها وحصار اقتصادي على الشعب السوري، وفي التعامل كذلك مع الاحتياجات الإنسانية الكبيرة بعد كارثة الزلزال الذي ضرب أربع محافظات في السادس من شهر شباط من العام الحالي”.
وفيما يتعلق بالمحاور الأساسية التي يتناولها جدول أعمال المؤتمر أكد السفير آلا أن “الحكومة السورية تسعى في محور القضاء على الفقر متعدد الأبعاد إلى معالجة هذه الحالة، عبر استهداف الأسر الأكثر احتياجاً من خلال تعويض الفاقد التعليمي الذي أفرزته الحرب، وإعادة دعم القطاع الصحي، والتوجه نحو دعم المشروعات الصغيرة”.
ولفت إلى أن “العجز الكبير في التمويل المخصص لعمل الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة على الأراضي السورية خلال العام 2023 وخطط العام 2024، يشكل تحدياً جدياً على صعيد مكافحة الفقر متعدد الأبعاد”.
وأشار السفير آلا إلى أن “وزارة الشؤون الاجتماعية تنتهج نهجاً عاماً يسهم في تطبيق العقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة، ولا سيما فيما يتعلق بالتصنيف العربي الموحد للأشخاص ذوي الإعاقة، وتأهيل الأطفال منهم حسب الإعاقات التي يعانون منها، وتسعى إلى تسهيل وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى وسائل التكنولوجيا الحديثة من خلال استثمار ودعم المبدعين وتدريب وتأهيل الراغبين باستخدام التكنولوجيا الحديثة، والسعي إلى الحصول على أدوات تكنولوجية خاصة باستخداماتهم، وصولاً إلى إدماجهم في كل النظم الرقمية ضمن خطة الحكومة الإلكترونية التي يتم العمل عليها”.
ولفت إلى أنه “خلال العام الحالي، أقرت الحكومة السورية الاستراتيجية الوطنية لكبار السن التي تعكس التزام الدولة ببناء بيئة داعمة لكبار السن تحترم خصوصياتهم واحتياجاتهم وتوفر الدعم النفسي لهم، وتتواءم مع الأطر الدولية ذات الصلة، ولا سيما خطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة (2002) وأجندة التنمية المستدامة”.
وأكد السفير آلا أنه “يتم التركيز، فيما يتعلق بحماية الطفل، على مشروعات الحماية وتسهيل حصول المستفيدين على الخدمات الاجتماعية في كل المناطق السورية دون تمييز، كما يتم العمل على إنجاز الاستراتيجية الوطنية للطفولة المبكرة وإعداد الخطة الوطنية لحماية الطفولة التي تهدف إلى رسم الإطار المتكامل للتوجهات والسياسات المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة”.
وأشار السفير آلا إلى ترحيب سورية بطرح ملف الهجرة وتشميله ضمن أجندة الدورة الثالثة والأربعين، لما يخلفه من آثار اجتماعية واقتصادية تتمثل بهجرة الكفاءات واليد العاملة وارتفاع معدلات العنوسة وقلة الكوادر وتشتت الأسرة التي هي نواة العائلة المجتمعية، وبإدراج بند تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.