تعتبر سورية من الدول ذات معدلات الإصابة المنخفضة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري المكتسب الإيدز، حيث يبلغ عدد المرضى حالياً الحاملين للفيروس 522 مريضاً، وفق مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور زهير السهوي.
ولفت الدكتور السهوي في تصريح لمراسلة سانا إلى أنه رغم انخفاض معدل الانتشار بعدوى الإيدز في سورية كان لا بد من وضع إستراتيجية وطنية لمكافحة المرض والأمراض المنقولة جنسيا، والتي تنسجم مع الإستراتيجية العالمية لمكافحة هذا المرض والتأكيد على أهمية الاستخدام الشامل للعلاج والرعاية والدعم الموجه إلى المتعايشين مع الفيروس وفقاً للمعايير الوطنية.
وأشار الدكتور السهوي إلى أن العدد التراكمي لحالات الإيدز المكتشفة في سورية منذ عام 1987 وحتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري بلغ 1213 إصابة، منهم 850 من أصحاب الجنسية السورية و363 إصابة من جنسيات أخرى، لافتاً إلى أن عدد المتعايشين بعدوى الفيروس الذين يتلقون العلاج 543 شخصاً، كما سجلت 307 حالات وفاة جراء المرض.
وبين السهوي أنه تم تحديث البروتوكول العلاجي والمعتمد من قبل وزارة الصحة في سورية اعتبارا من 1 تشرين الأول الماضي بالاعتماد على الكفاءات الوطنية وبالاستعانة بالخبرات التي تقدمها المنظمات العالمية في مجال الصحة، أملا بأن يسهم هذا البروتوكول في القضاء على المرض باستخدام العلاج اليومي للمرضى المتعايشين مع فيروس الإيدز.
ولفت الدكتور السهوي إلى البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز الذي تنفذه وزارة الصحة، ويشمل الإستراتيجيات الأساسية من تقديم المشورة والفحص الطوعي مجانا في مراكز المشورة المنتشرة بمختلف المحافظات للكشف عن الحالات المشتبه بها، وتقديم خدمات العلاج والرعاية والوقاية بسرية تامة، والحد من حدوث ولادات جديدة بهذا المرض عن طريق برنامج منع انتقال العدوى بفيروس الإيدز من الأم الحامل للجنين، وتقديم العلاج المجاني لكل مرضى الإيدز ودمج خدمات الصحة النفسية مع أنشطة البرنامج الوطني.
وأشار السهوي إلى أن الأرقام التي تنشرها منظمة الصحة العالمية حول مرض الإيدز تؤكد بلوغ عدد المرضى الحاملين للفيروس حتى نهاية العام الماضي 38.8 مليون مريض وتسجيل 1.5 مليون إصابة جديدة، في حين بلغ عدد المرضى المتعايشين بعدوى (إتش أي في) مستلمي العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية حتى نهاية عام 2022 – 28.7 مليون مريض على مستوى العالم.
واختتم السهوي حديثه بالقول: “مع تفاقم خطر الإيدز وما يسببه من تدهور في المناعة، فإن الأوساط الطبية العالمية ما زالت عاجزة عن السيطرة عليه ويكمن السبب الأساسي بأن العلاج غير شاف”.
ويصادف اليوم العالمي لمكافحة الإيدز 1 كانون الأول من كل عام، ويعتبر فرصة لزيادة الوعي بضرورة القضاء على الإيدز بحلول عام 2030 ومضاعفة الجهود لضمان نجاح الاستجابة لفيروس العوز المناعي البشري.