أرقام الاحتلال حول خسائره في غزة يدحضها الميدان

تكتم الاحتلال الإسرائيلي على خسائره الحقيقية خلال الاشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، واعترافه بأعداد قليلة من قتلاه ومصابيه، تدحضهما البيانات ومقاطع الفيديو اليومية للمقاومة التي تظهر الكم الكبير في خسائره بالأفراد والآليات العسكرية.“إسرائيل تدفع ثمناً كبيراً لأنها فقدت كثيراً من الجنود”، اعتراف صريح لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ينسف الأرقام المحدودة التي تعترف بها وزارة حربه حول عدد القتلى الذي لم يتجاوز الـ 102 ضابط وجندي ومئات المصابين منذ بدء التوغل البري في القطاع، وتؤكد صحة المعلومات التي تنشرها المقاومة الفلسطينية وتتضمن أعداداً تفوق ذلك بكثير.صحيفة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية كشفت أمس عما سمته “أرقاماً فلكية” لأعداد ضباط وجنود الاحتلال المصابين، قائلة: “الأرقام التراكمية منذ السابع من تشرين الأول هي أرقام فلكية، أكثر من 5000 جندي جريح وصلوا إلى المستشفيات، وأكثر من 2000 تم الاعتراف بهم رسمياً على أنهم معاقون”.ونقلت الصحيفة عن رئيسة قسم إعادة التأهيل في وزارة الحرب قولها: نستقبل يومياً 60 جريحاً ومعظم الإصابات خطرة، لم نمر قط بأي شيء مماثل لهذا، أكثر من 58 بالمئة من الجرحى الذين نستقبلهم يعانون من إصابات خطيرة في اليدين والقدمين، بما في ذلك تلك التي تتطلب عمليات بتر، ونحو 12 بالمئة عبارة عن إصابات في الطحال والكلى وتمزق الأعضاء الداخلية، وهناك أيضاً إصابات في الرأس والعين، مبينة أن 7 بالمئة يعانون من أمراض نفسية، وهو رقم سيرتفع بشدة لأن كل مصاب جسدياً يعاني نفسياً، وحالات الإصابات النفسية يتم اكتشافها دائماً بعد أشهر أو أكثر من الحرب.ومع ارتفاع عدد قتلى الاحتلال ذكرت وسائل إعلامه أن غالبيتهم قتلوا جراء تعرضهم للقذائف المضادة للدروع على الرغم من وجود منظومة “معطف الرياح”، وهي منظومة مضادة للصواريخ المضادة للدروع.ضربات المقاومة خلال الاشتباكات مع قوات الاحتلال المتوغلة في القطاع أجبرت العشرات منهم على الهروب، حيث كشفت وسائل إعلام العدو في الـ 27 من تشرين الثاني الماضي عن إقالة جيش الاحتلال قائد سرية ونائبه بسبب هروب أفراد سريتهما خلال الاشتباكات مع المقاومة.

محللو الاحتلال العسكريون أقروا بأن المعركة في غزة أكثر صعوبة من المتوقع، وترتب على ذلك أضرار لحقت بالقوات، حيث قتل 102 ضابط وجندي والعدد سيرتفع طالما أن القتال مستمر بصورته الحالية، مؤكدين أن الأسابيع القادمة ستكون معقدة ومن الأفضل عدم الانجرار خلف الأجواء في استديوهات الأخبار الإسرائيلية.وفيما تستمر المقاومة بالتصدي للاحتلال واستهداف دباباته وآلياته المتطورة التي تزوده بها الولايات المتحدة على جميع محاور التوغل وتوقع جنوده بين قتيل ومصاب وتدمر آلياتهم، تقر وسائل إعلام العدو بذلك بشكل غير مباشر، مؤكدة أن تصريحات مسؤولي الاحتلال حول تحقيق معظم الأهداف التي شنت من أجلها الحرب، يفضحها الواقع على الأرض فهو مختلف تماماً، حيث يستمر الفلسطينيون بالقتال بعد أكثر من شهرين على بدء الحرب، موقعين خسائر في صفوف جيش الاحتلال.المقاومة الفلسطينية تؤكد أن العدو الصهيوني خبر رجالها في الميدان الذين يخرجون إليه من حيث لا يحتسب، ويثخنون في ضباطه وجنوده كل يوم، ويتصدون لتوغلاته في كل المحاور، ويواصلون استهداف مستوطناته، فهم لا يعرفون الاستسلام أو الانكسار، وشعارهم الدائم “نصر أو استشهاد”.

سانا