مع استمرار حرب الإبادة في غزة… المستوطنون يطالبون بمحو بلدة حوارة في الضفة

حرب إبادة مماثلة لتلك التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر يطالب المستوطنون حكومتهم الفاشية بها، لمحو بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية من الوجود، وهو ما كان الوزير بتسلئيل سموتريتش طالب به في آذار الماضي، الأمر الذي قوبل حينها برفض فلسطيني، وتنديد دولي واسعين.

ومنذ بدء عدوانه على القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي، فرض الاحتلال على الفلسطينيين في الضفة سياسات عقاب جماعي، وقطع أوصالها بالحواجز لتقييد حركتهم، محولاً مدنها وبلداتها إلى سجون، مثلما حول قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، كما صعدت قواته وعصابات مستوطنيه إرهابها في الضفة، من خلال حملات الاقتحام والاعتداءات التي أسفرت عن استشهاد 187 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 2500، إضافة إلى اعتقال 2520.

الاحتلال أغلق شارع حوارة الرئيسي منذ شهر ونصف الشهر، ولم يسمح بمرور الفلسطينيين وسياراتهم فيه، ويعتدي على كل من يحاول ذلك، فيما يقتحمها مستوطنوه في أي وقت، أحدثها اقتحام العشرات منهم للبلدة مساء أمس بحماية قوات الاحتلال، حيث رددوا هتافات استفزازية طالبوا فيها بمحو حوارة من الوجود، كما يفعل الاحتلال في قطاع غزة، مؤكدين أنهم سيواصلون اقتحام البلدة، والاعتداء على أهلها وتنغيص حياتهم، لتهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم.

إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال تصاعد بحق الفلسطينيين في الضفة منذ بدء عدوانه على القطاع، حيث هجروا قبل أربعة أيام 20 عائلة قسرياً من قرية خربة طانا شرق نابلس، بعد هدم منازلها وتجريف أراضيها الزراعية، تضاف إلى 359 فلسطينياً تم تهجيرهم من بلدات عين سامية والقبون شرق رام الله، وخربة سمري ووادي التحتا في الخليل، وقرية البقعة في القدس، في جرائم تطهير عرقي وانتهاك للقوانين الدولية.

المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أكد أن الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي تدعي الحرص على حقوق الإنسان، لا تحترم شيئاً مما تتغنى به عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني الأعزل، حيث تستمر بدعم الاحتلال سياسياً واقتصادياً وبشتى أنواع الأسلحة للفتك بالفلسطينيين، في القدس وباقي مناطق الضفة وفي قطاع غزة الذي يواجه حرب إبادة، تدل على انعدام القيم الإنسانية والأخلاقية عند حكام الغرب، الذين يتحملون مسؤولية كل المجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.

الخارجية الفلسطينية أدانت حملات التحريض العنصرية لوزراء حكومة الاحتلال ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدة أنها تجسد عقلية الاحتلال الاستعلائية والعنصرية، وإنكاره وجود الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير المصير على أرض وطنه.

وأشارت الوزارة إلى أن عصابات المستوطنين الإرهابية تتنقل بحرية كاملة في الضفة الغربية، وتمارس أبشع الاعتداءات بحماية قوات الاحتلال، مطالبة المجتمع الدولي بموقف جدي ووضع هذه العصابات على لوائح الإرهاب الدولية ووقف جرائمها، وإنهاء إفلات الاحتلال من العقاب، وفرض عقوبات دولية عليه.