تتكشف أساليب الخداع والتضليل لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة ومحاولاته قلب الحقائق لكسب الرأي العام العالمي وتأليبه ضد الفلسطينيين لتبرير عدوانه وفظائعه، فيما كشفت تقارير استقصائية غربية عن تلقي قوات الاحتلال أوامر بقصف منازل المستوطنين الإسرائيليين في محيط غزة، ونشر صور القتلى على أنهم ضحايا عملية طوفان الأقصى.
موقع غراي زون الاستقصائي الأمريكي كشف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تلقت أوامر خلال عملية طوفان الأقصى لقصف منازل وقواعد عسكرية إسرائيلية وتصفية عدد من المستوطنين في محيط قطاع غزة، ثم نشرت صور القتلى على أنهم ضحايا لعملية المقاومة الفلسطينية.
الموقع أوضح في سياق تقرير مفصل أعده الصحفي ماكس بلومينتال شمل شهادات مستوطنين إسرائيليين وتقارير بثتها قنوات الاحتلال الإخبارية أن قوات الكيان الصهيوني التي أصيبت بالارتباك في غمرة اختراق رجال المقاومة للسياج الفاصل تلقت أوامر بقصف عدد من المنازل والقواعد ونقاط التفتيش داخل المستوطنات، وهذا ما أدى إلى مقتل مستوطنين بنيران قوات
الاحتلال نفسها، فمنهم من قتل حرقاً جراء القصف أو بالرصاص أثناء الاشتباكات لتقوم سلطات الاحتلال فيما بعد باستخدام صور هؤلاء القتلى لفبركة تهم ضد المقاومة وتدويلها عبر وسائل الإعلام الغربية لتجييش الرأي العام وتبرير ما ستقوم به من جرائم مخطط لها في غزة.
وقال الموقع: إن شهادات كثيرة أدلى بها مستوطنون إسرائيليون حول عملية طوفان الأقصى في الـ 7 من تشرين الأول الماضي تؤكد أن قوات الاحتلال قتلت مستوطنين أثناء محاولتها استهداف رجال المقاومة الفلسطينية، ومن بين هذه الشهادات ما قاله توفال إسكابا عضو الفريق الأمني في مستوطنة “بئيري” لصحيفة هآرتس: إنه “مع تسرب اليأس اتخذ القادة الميدانيون قرارات صعبة بما في ذلك قصف المنازل المأهولة بساكنيها” من أجل القضاء على رجال المقاومة والرهائن معاً.
وأوضح الموقع أن هآرتس نشرت تقريراً مفصلاً آخر بينت فيه أن قوات الاحتلال اضطرت إلى طلب شن غارة جوية على منشآتها داخل معبر بيت حانون “ايرز” من أجل صد المقاومة الفلسطينية التي سيطرت على المنطقة، وأن تلك المنشأة كانت مكتظة بضباط وجنود الإدارة المدنية الإسرائيلية.
وأشار الموقع إلى أن تقرير هآرتس هذا يبين أن الأوامر صدرت من قيادة جيش الاحتلال العليا لمهاجمة المنازل ومناطق أخرى داخل “إسرائيل” ولو على حساب أرواح العديد من المستوطنين، لافتاً إلى أن شهادات مستوطنين بمن فيهم امرأة تدعى ياسمين بورات توضح أن جيش الاحتلال قتل العديد من المستوطنين خلال معارك بالأسلحة النارية مع المقاومة الفلسطينية، وقالت: “لقد قضوا على الجميع بمن في ذلك الرهائن”.
بورات ذاتها قالت في مقابلة مع إحدى قنوات البث الإسرائيلية: إن رجال الفلسطينيين “لم يسيئوا إلينا.. لقد عوملنا بطريقة إنسانية للغاية، ولم يعاملنا أحد بعنف”، مضيفة: كما نقل موقع غراي زون: إن “الهدف كان اختطافنا وإحضارنا لغزة وليس قتلنا”.
الموقع أوضح أن معظم عمليات القصف في مستوطنة “بئيري” نفذتها وباعتراف وسائل إعلام إسرائيلية دبابات قوات الاحتلال، حيث تعرضت منازل كبيرة وصغيرة للقصف أو التدمير وتم إتلاف حقول خضراء بمركبات مدرعة ودبابات.
الموقع بين أيضاً أن طائرات عمودية من طراز أباتشي التي أرسلتها قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي ساهمت في ارتباك قوات الاحتلال، حيث أكد طيارون أنهم اندفعوا إلى ساحة المعركة دون أي معلومات استخباراتية، ولم يتمكنوا من التمييز بين المقاومين والمستوطنين، ومع ذلك أفرغوا ما تحمله المقاتلات من قذائف فوق المنازل.
وأكد الموقع أن الهدف من وراء ترويج الفظائع وإلقاء اللوم فيها على المقاومة الفلسطينية هو شيطنة الأخيرة وتصويرها بشكل مرعب أمام الرأي العام الغربي، وحشد الدعم اللازم للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مشيراً إلى أنه على الرغم من الفظائع التي ترتكبها “إسرائيل” يومياً في غزة، واستشهاد آلاف الأطفال والمدنيين وقصف المشافي والأحياء السكنية إلا أن تركيز وسائل الإعلام الغربية ما زال منصباً على المستوطنين الذين زعمت سلطات الاحتلال أنهم أحرقوا أحياء في السابع من تشرين الأول الماضي.
وقال الموقع: إن الأدلة على أن أوامر إطلاق النار التي أصدرها قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي تسببت فيما تسمى “نيران صديقة”، وأدت إلى مقتل مستوطنين تتزايد وأن بعض الصور المقلقة لجثث متفحمة ومنازل في المستوطنات تحولت إلى أنقاض وهياكل سيارات محترقة كانت في الواقع من فعل فرق الدبابات وأطقم المروحيات الإسرائيلية التي أمطرت المنطقة بالقذائف ونيران المدافع وصواريخ هيلفاير.