أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور الحكم دندي أن حالة الشلل التي يواجهها مجلس الأمن إزاء الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي جرّاء قيام الولايات المتحدة الأمريكية بمنع المجلس من تحمل مسؤوليته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وإصرارها على منح “إسرائيل” الضوء الأخضر للاستمرار بعدوانها الوحشي على قطاع غزة.
وأوضح دندي خلال اجتماع طارئ للجمعية العامة بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أن ما شهدناه من ممارسات إسرائيلية وحشية ضد الشعب الفلسطيني على مدى عقود، ومؤخراً ضد سكان قطاع غزة يأتي في سياق سياسة الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة للتطهير العرقي وقتل حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وشدد دندي على أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن معاناة الشعب الفلسطيني، جرّاء مواصلته لأعمال العدوان الهمجي والتهجير القسري واعتقال الفلسطينيين، وقال:”لقد أصبح جلياً تعطش “إسرائيل” إلى المزيد من الدماء الفلسطينية، إذ إنها لم ترتوِ حتى الآن، رغم قتلها لآلاف الفلسطينيين، جلهم أطفال ونساء، كما لم تكتفِ حتى الآن من تدمير المنازل والأبنية السكنية والبنى التحتية في قطاع غزة والضفة الغربية”.
ولفت دندي إلى أن بعض الدول الغربية وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية وفرت مظلة الحماية والإفلات من العقاب “لإسرائيل” عن انتهاكاتها المستمرة منذ عقود لمئات القرارات الأممية، التي تطالبها بإنهاء احتلالها المستمر للأراضي الفلسطينية، واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، الأمر الذي شجع “إسرائيل” على ارتكاب أبشع الجرائم وأعمال الإرهاب بحق الفلسطينيين، وليس آخرها استهداف مشفى الأهلي المعمداني وكنيسة القديس بريفيريوس ومدارس الأونروا، إضافة إلى القصف الإجرامي لمخيم جباليا، والتي تمثل جرائم حرب موصوفة وجرائم ضد الإنسانية.
وبين القائم بالأعمال بالنيابة أن المواقف التي صدرت عن الدول الغربية الداعمة للاحتلال في عدوانه على غزة هي ترخيص مفتوح “لإسرائيل” لقيامها بقتل المزيد من الفلسطينيين، كما أن التفسير الغربي للمادة “51” من ميثاق الأمم المتحدة هو تشويه مسيء لأحكام الميثاق التي تكفل حق الشعوب بالحرية والاستقلال والتمتع بحقوق الإنسان.
وقال دندي: “لقد مضى أكثر من سبعة عقود على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعلى المحنة المستمرة لملايين الفلسطينيين الذين تم طردهم من وطنهم وتشريدهم في أصقاع الأرض والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم وتحويلها إلى مستوطنات، في مخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة.. لقد مضى أكثر من سبعة عقود على المحاولات المستميتة للغرب الجماعي لإضفاء الشرعية على هذا الاحتلال”، متسائلاً كم من الزمن يجب أن ينتظر الفلسطينيون لإنهاء مأساتهم الإنسانية؟ وكم من الضحايا الأبرياء يجب أن يرتقي حتى يقتنع العالم بأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية هو السبب الرئيس لحالة تهديد الأمن والسلم في منطقتنا.
وأشار دندي إلى أن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي قراراً إنسانياً يدعو إلى إدخال المساعدات الإنسانية ورفض عمليات التهجير القسري للفلسطينيين، هو رسالة الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء لإنهاء العدوان ووقف الجرائم والمجازر الوحشية ضد قطاع غزة، وذلك بعد أن أفشلت الولايات المتحدة وتابعوها مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته, لافتا إلى أن “إسرائيل” قابلت هذا القرار بعمليات عسكرية إجرامية داخل قطاع غزة في انتهاك وقح وفوري لقرار الجمعية العامة، ما ينذر بتداعيات خطيرة على النظام الدولي وتهديد السلم والأمن في كل مكان.
وجدد دندي إدانة سورية بأشد العبارات للعدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستنكارها أي محاولة للتغطية على جرائم الاحتلال التي أودت بحياة أكثر من عشرة آلاف فلسطيني، وتشديدها على ضرورة الوقف الفوري لهذا العدوان والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ووقود لأكثر من 2.5 مليون فلسطيني في غزة، وضمان مساءلة “إسرائيل” وداعميها عن تلك الجرائم وعدم إفلاتهم من العقاب.