الهيئة العامة السورية للكتاب تُعلن عن أسماء الفائزين في جوائزها الأدبية لعام 2023

مواجهة التطرف الفكري والغزو الثقافي عنوان الندوة التي أقامها المركز الثقافي في أبو رمانة، وشارك فيها عدد من الباحثين والأدباء والإعلامين وتضمنت رؤى وأفكاراً مختلفة كشفت الوسائل الجديدة الذي يستخدمها العدو في الغزو الثقافي ودعم التطرف والإرهاب.الإعلامي والشاعر محمد خالد الخضر الذي أدار الندوة سلط الضوء على الوسائل الذي يتمسك بها الكيان الصهيوني ومن معه لدعم التطرف والتشدد والغزو الثقافي، ولاسيما في الآونة الأخيرة وعرف بالمشاركين وكتاباتهم ونزوعهم إلى دعم الهوية والانتماء.

وأوضح الدكتور أسامة حمود أن الثقافة مفهوم مركب يجمع الآداب والفنون ومختلف المعارف الإنسانية، وكذلك ما تنتجه القريحة الشعبية من أمثال وحكم وملاحم وأساطير وصور ذهنية وطقوس حياتية، والمثقف الحقيقي يفكر بطريقة علمية والعلم ينزع إلى النسبية والشك والمساءلة والتجدد وكلها قيم لا يتمتع بها المتشددون والمتطرفون.والثقافة الحقيقية حسب الدكتور حمود تصنع التعددية ولا تنهل من معين واحد وترشف من عطاءات معرفية وإنسانية شتى، وتدعو إلى التنوع والتعددية ولا تتوافق مع أصحاب الخطاب الأحادي الذي لا يؤمن إلا بمسار واحد فلا بد من بناء مجتمعات ثقافية والمطالعة والاهتمام بثقافة الأطفال وتشجيع الفنون والآداب وكل ما يؤدي إلى مجتمع ثقافي.

مدير الإعلام الإلكتروني في وزارة الإعلام الدكتور منذر الأحمد بين أن الحديث عن أي مواجهة يتطلب امتلاك أدوات ومعدات ومقومات للمواجهة والتصدي، فامتلاك المحتوى الجيد والهادف غير كاف، فيجب أن نمتلك الأدوات القادرة على نشره وإيصاله لمختلف الشرائح، وهي من أساسيات مواجهة كل أنواع الغزو الثقافي ولعل أسوأ وأخطر سلاح يتم استخدامه في إستراتيجيات التضليل الإعلامي والغزو الثقافي الذي تتعرض له أمتنا هو سلاح الإعلام، وخاصة بعد تحول الإعلام التقليدي إلى شكل الإعلام الجديد.

وأضاف الأحمد: إن قدرة الإعلام في القضايا التي لا تهمه وجعلها بفضل تواتر عرضها وتكرارها مثار حديث وتركيز المجتمعات، في العصر الحالي وعبر استخدام وسائل الاعلام الجديد وتقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت وسائل الإعلام قادرة على التأثير في المتلقي والتلاعب بوعيه بما ينسجم مع أهداف وأيديولوجية القائم بالاتصال، وخير دليل ما يحصل في غزة حالياً من فرض لسياسات التقييد والحظر ومنع الانتشار للمحتوى المؤيد للقضية الفلسطينية.

بدوره رأى عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب الباحث الأرقم الزعبي أن أهم مقومات العنف الفكري والاجتماعي هو التطرف الذي يمنع الآخرين من حق تقرير مصيرهم وهذا ما تفعله أمريكا والكيان الصهيوني من خلال قتل الأطفال والنساء وحرق المشافي وتحويل غزة إلى رماد وفق ما يخدم تطلعات عصابات الكيان الصهيوني، إضافة إلى أن التطرف ينتج الإرهاب بكل أنواعه والأيدلوجية الخاطئة وهذا ما سعت إليه وسائل التواصل الاجتماعي.

ولفت الزعبي إلى أن مواجهة هذا النوع الخطير من التطرف تحتاج إلى امتلاك الأدوات والمعرفة التي تسهم في كشفه ورفضه من خلال البحث عن المعرفة وامتلاك المحتوى الثقافي وإيصاله للأفراد المقصودين والسعي لمواجهة تحول التواصل الاجتماعي إلى التخريب السياسي والوطني والأخلاقي، وهنا يلعب المثقف دوراً كبيراً إلى جانب الإعلام.

وفي تصريحه لـ سانا أكد رئيس المركز الثقافي عمار بقلة أهمية الأنشطة الثقافية التي تسلط الضوء على الغزو الثقافي والتطرف نظراً لأهمية التمسك بالهوية التي تعتبر من أهم ما يقصده ذلك الغزو نظراً لدوره في حماية الوطن والتراث.