جدد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير حسام الدين آلا التأكيد على موقف سورية الداعي إلى الوقف الفوري لا المؤقت للعدوان الإسرائيلي على غزة، وإنهاء الحصار غير الأخلاقي على القطاع، مشدداً على ضرورة استخدام كل أدوات الضغط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وقال السفير آلا خلال كلمته اليوم أمام اجتماع المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: “إن إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة يكتسي أهميةً استثنائيةً هذا العام، مع استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهو عدوان يقترن بارتكاب أسوأ أشكال جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي عرفها التاريخ الحديث، ويتم في ظل فشل دولي يرقى إلى مستوى التواطؤ، وعجز مشين في ممارسة مجلس الأمن الدولي لمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل، وواقع يكرس عقوداً من إخفاق الأمم المتحدة في الوفاء بمسؤوليتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.
وأشار السفير آلا إلى “إمعان كيان الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة القتل والتنكيل والتجويع بحق الشعب الفلسطيني”، مبيناً أن “عدوانه الهمجي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول تسبب بفقدان حياة أكثر من عشرين ألف شهيد ومفقود تحت الأنقاض، منهم ثمانية آلاف طفل، وأوقع ستة وثلاثين ألف مصاب، وأدى إلى نزوح مليون وسبعمئة ألف فلسطيني داخل القطاع، ناهيك عن الدمار الواسع الذي خلفه بالممتلكات والأحياء السكنية ودور العبادة الإسلامية والمسيحية والمدارس والمشافي والمرضى والطواقم الطبية ومراكز الإيواء والعاملين في الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية”.
ولفت السفير آلا إلى محاولات كيان الاحتلال المستمرة لتصعيد الأوضاع في المنطقة ،”من خلال توسيع اعتداءاته على الأراضي اللبنانية والسورية، بما في ذلك عدوانه الأخير على مطار دمشق الدولي، الأمر الذي يؤكد الطبيعة العنصرية والإجرامية لكيان الاحتلال ويحمله المسؤولية عن تهديد السلم والأمن الدوليين”.
وأضاف السفير آلا: إن هذا الأمر “يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته السياسية والأخلاقية في وضع حد لآلة القتل الإسرائيلية التي تمارس سياسة الأرض المحروقة وتضع الشعب الفلسطيني أمام خيار الإبادة الجماعية أو النزوح القسري خارج أرضه، في تكرار لنكبة فلسطين، وبهدف تقويض أسس الحل العادل والشامل لقضيته الوطنية، القائم على إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وأكد السفير آلا إدانة الجمهورية العربية السورية للعدوان الإسرائيلي وجرائمه في قطاع غزة، وانتهاكاته الجسيمة والممنهجة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني في كامل الأرض الفلسطينية المحتلة، والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها.
وأضاف: “إن سورية تطالب بالوقف الفوري لا المؤقت للعدوان، وبإنهاء الحصار غير الأخلاقي على قطاع غزة بما يكفل الاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية داخله ، وإيصال المساعدات الإغاثية للسكان بشكل مستمر ومستدام وغير مشروط”.
وبين أن “سورية تؤكد رفضها القاطع للذرائع المضللة والتفسيرات القانونية الباطلة لمبدأ الدفاع عن النفس، التي تروج لها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي، لتبرير تزويد كيان الاحتلال الإسرائيلي بالدعم العسكري والسياسي، والدفاع عن جرائمه، وهو سلوك يتجاوز ممارسة المعايير المزدوجة ليضع الدول المذكورة في موقع الشريك بتلك الجرائم”.
وتابع السفير آلا: “إن إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو مدعاة للتذكير مجدداً بأن قضية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هي جوهر المشكلة، وبأن حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة هي أحد تجلياته الأكثر بشاعةً ومأساويةً، الأمر الذي يستدعي استخدام كل أدوات الضغط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لوقف الجرائم الإسرائيلية وحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة وحماية قضيته من التصفية”.
وأوضح أنه “في هذا الإطار تؤكد سورية دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه المشروع في الدفاع عن النفس وحقه في تقرير المصير والعودة إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني، وعاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، بما فيها الجولان السوري المحتل، والأراضي اللبنانية المحتلة”.
وتوجه مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية بالتحية للشعب الفلسطيني ولصموده الأسطوري وتضحيات أبنائه.