الحفر على الخشب والموزاييك… مهن تراثية بأيدي حرفيين مهرة

بمطرقة خشبية وإزميل وأدوات تنعيم بسيطة لا يزال الحرفي فضلو تاطرس يقوم بمزاولة مهنته بالحفر على الخشب وتزيينه بالرسوم والزخارف الإسلامية والعادية والحفر الإفرنجي بمهارة تلفت الأنظار وتستقطب السياح، وذلك في محله بمنطقة الدويلعة بدمشق.

وفي تصريح لمراسل سانا بين تاطرس أنه تعلم حرفة الحفر على الخشب منذ طفولته ومارسها لأكثر من 55 عاماً وطورها بإضافة الكثير من شخصيته من خلال صناعة قطع الديكورات الراقية والجذابة التي ما زالت تحتفظ بمكانتها لما تحتاجه من حرفية عالية ومخيلة واسعة ودقة في العمل، لنحت ما هو مميز لتبدو المنحوتات كأنها لوحات مرسومة بيد فنان ماهر.

وأوضح تاطرس أن مهنته تحتاج للوقوف طويلاً أثناء العمل لكن متعته بالحفر على الخشب وحبه لمهنته دفعاه ليعمل لأكثر من عشر ساعات يومياً، وعلى مدى سنوات طويلة، لافتاً إلى أن الطرق على الخشب بات بالنسبة له “السمفونية التي يستمتع بها”.

ويعتمد تاطرس في عمله على أنواع متعددة من أخشاب شجر الجوز والمشمش والصفصاف والزان ويفضل النحت على خشب الجوز لزخرفة النقوش الإسلامية والأشكال الهندسية والتطعيم والتنزيل على الخشب مضيفاً: “ساعدتني هذه الحرفة على نفقات الحياة مثل تكاليف الزواج وتعليم الأولاد بالجامعات وتأمين مستقبلهم وتحقيق دخل مقبول لهم من صناعة مختلف الأشكال من خشب الجوز كطاولات الكراسي واللوحات وصناديق المجوهرات وعلب الضيافة وأبواب المنازل، وأقوم بصنع وتسويق منتجاتي حسب الطلب”.

من جهته يواصل فؤاد عربش العمل بحرفة الموزاييك التي تختص بها حارات دمشق القديمة، حيث استهوته وأحب العمل بها وتعلمها منذ صغره خلال العطلة الصيفية، ومازال مستمرا بها منذ أكثر من أربعين عاماً وقام بتعليمها لأبنائه للحفاظ عليها وفقاً لما ذكره.

وعن المواد الأولية التي تحتاجها حرفته أوضح عربش أنه يستخدم عدة أنواع من أخشاب غوطة دمشق المتدرجة الألوان كخشب الليمون والجوز والمشمش والحور والكينا والسرو وبعض المستلزمات المستوردة كخشب الورد والصدف البحري ليقوم بتصنيع العديد من الأشكال كأثاث المنزل والكراسي وعلب الضيافة والمجوهرات وغيرها.

وانحصر عمل عربش في بداية عمله بتصميم الأشكال الهندسية البسيطة ثم توسع برسوماته وتصاميمه التي كان ينفذها على شكل شرائح رقيقة يتم لصقها على القطعة التي أعدها مسبقاً، مشيراً الى أن كل قطعة موزاييك تضم مجموعة من الأخشاب لتظهر الرسومات التي تم الحفر وتنزيل الصدف عليها لإعطائها جمالية تلفت الأنظار.

وحول طريقة التسويق أشار عربش إلى أنه يشارك بالمعارض الداخلية والخارجية للتعريف بحرفة الموزاييك التي تختص بها مدينة دمشق لتسويق منتجاته التي يحملها المغتربون والسياح إلى بلدانهم كتذكار وللتعريف بالهوية التراثية لمدينة دمشق.